على رغم مواصلة الجيش الاسرائيلي امس اعتداءاته على الفلسطينيين بقصف موقع للقوة 17، حرس الرئيس ياسر عرفات، في غزة بقذائف هاون بعد الهجوم الصاروخي على مدن عدة في قطاع غزة مساء أول من امس عقد الفلسطينيون والاسرائيليون أمس في اثينا اجتماعاً سياسياً رفيع المستوى واتفقوا على عقد اجتماع أمني - عسكري مساء أمس أو صباح اليوم الخميس في اطار اللجنة الأمنية العليا المشتركة في حضور ممثل اميركي. راجع ص 4 و5 كان اجتماع امس في اثينا الأعلى مستوى بين الجانبين منذ تشكيل رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني المتطرف ارييل شارون حكومته في شباط فبراير الماضي. وضم الاجتماع عن اسرائيل وزير خارجيتها شمعون بيريز وعن السلطة الفلسطينية وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث وكبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات. ورتب الاجتماع مسؤول الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. فيما رتب الاجتماع الأمني العسكري خلال اتصالات وزير الخارجية الاميركي كولن باول مع كل من شارون وعرفات مساء الثلثاء. وحاول شارون أمس اعطاء انطباع بأن الاجتماع اقتصر على بحث سبل وقف العنف، واعتبر انه لا يشكل استئنافاً للمفاوضات السياسية. كذلك بيريز الذي قال للاذاعة الاسرائيلية: "اتفقنا على وجوب حل المشاكل بالحوار وليس بتبادل اطلاق النار واتفقنا على ضرورة التحادث وليس التفاوض ما دام العنف مستمرا". وأعلن امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن ان الهدف من كل الاتصالات واللقاءات التي جرت بين الفلسطينيين والاسرائيليين هو "العودة الى طاولة المفاوضات"، ورهن اي عودة الى المفاوضات بالوقف الفوري والكامل للتوسع الاستيطاني، مؤكداً رفض ما تطرحه حكومة شارون بشأن التوصل الى اتفاقات "مرحلية طويلة المدى". من جهة اخرى، ذكرت مصادر عربية ديبلوماسية في واشنطن ان المقترحات الاردنية - المصرية للخروج من الازمة الحالية في الاراضي الفلسطينية لم تصل الى نتيجة بعدما رفضها آرييل شارون ونتيجة الاصرار الاميركي على ضرورة تقليص اعمال العنف وقيام الرئيس الفلسطيني باقناع الولاياتالمتحدة واسرائيل بأنه يقوم بما يلزم ل"وقف العنف". واضاف المصدر ان المسؤولين الاردنيين سيقدمون افكاراً جديدة قيل انها ورقة فلسطينية تمثل التصور الفلسطيني للخروج من الازمة الحالية. واضافت المصادر ان "ابو مازن" تولى صياغة هذه الورقة التي لا تختلف كثيراً عن المقترحات الاردنية - المصرية إلا بكونها "ورقة فلسطينية". وبدأ العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، امس، زيارته لواشنطن واجرى محادثات مع وزير الخارجية الاميركية كولن باول. ومن المقرر ان يلتقي الرئيس الاميركي جورج بوش الثلثاء المقبل. وذكرت مصادر اردنية ان التركيز في هذه الزيارة سيكون على الوضع الفلسطيني، اضافة الى الموضوع العراقي ومعاهدة التبادل التجاري الحر بين الولاياتالمتحدة والاردن التي لا تزال تنتظر موافقة الكونغرس الاميركي. وفي الوقت نفسه افرجت الخارجية الاميركية عن تقريرها الفصلي بشأنن التزام منظمة التحرير الفلسطينية الاتفاقات والتعهدات التي قطعتها مع اسرائيل. وعلى رغم ان التقرير يتهم "مجموعات" في السلطة الوطنية واخرى تابعة لمنظمة التحرير بالمشاركة في "اعمال العنف" والتحريض عليها، إلا أنه لم يقل بوضوح ان الرئيس الفلسطيني يعطى الاوامر وفقاً لما تدعيه اسرائيل لكنه اعتبر ان السلطة الفلسطينية لم تعمل لوقف اعمال العنف.