استبعد وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز أن يتضمن خطاب وزير الخارجية الأميركي كولن باول المتوقع أواخر هذا الأسبوع خطة سياسية جديدة تتطرق إلى "المسائل الشائكة"، حسب القاموس الإسرائيلي، وبخاصة مسألتي القدس واللاجئين. وقال إن الخطاب سيتضمن مبادئ عامة وليس خطة معينة وان الولاياتالمتحدة ستطلع إسرائيل مسبقاً على فحوى خطاب باول. ونقلت مصادر صحافية إسرائيلية عن أوساط في الإدارة الأميركية قولها إن المبادئ سترتكز أساساً إلى تقرير ميتشل وتوصيات تينت و"رؤية" الإدارة الأميركية للمستقبل وللدولة الفلسطينية من دون تحديد موعد زمني لتطبيق هذه الرؤية. وأبلغ بيريز الصحافيين الإسرائيليين في واشنطن ارتياح إسرائيل من السياسة الأميركية. وقال إن الولاياتالمتحدة تعي الآن ان استئناف المفاوضات السياسية لا يتعلق بإسرائيل بقدر ما هو رهن بايفاء الفلسطينيين التزاماتهم وقف النار. وتابع ان الضغوط الأميركية على السلطة الفلسطينية بدأت تجني النتائج المتوخاة، وفي موازاة ذلك، فإن ثمة ضغوط على إسرائيل لخفض لهب النيران. وتابع انه ينتظر اليوم الذي تقام فيه دولة فلسطينية من دون جيش ومزدهرة اقتصادياً تعيش في سلام إلى جانب إسرائيل. إلى ذلك، نقلت الاذاعة العبرية عن أوساط قريبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أنه يحمل، في زيارته إلى العاصمة الأميركية مطلع الشهر المقبل، "أفكاراً جديدة"، من دون توضيح طبيعتها. وزادت ان شارون يجري اتصالات متتالية مع باول بهدف الاطلاع على مضمون خطابه. وقالت الإذاعة إن هذه الأوساط عبّرت عما أسمته خيبة أمل إسرائيل من خطاب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحديثه عن الرعاية الدولية المطلوبة لنجاح عملية السلام، ورأت فيه دعوة مجددة لتدويل النزاع. وفي المقابل، أبدى شارون ارتياحه لخطاب الرئيس الأميركي جورج بوش و"تحديداً دعوته إلى وقف العنف والتحريض". وقالت مصادر سياسية إن ما جاء في الخطاب يؤكد أن باول لن يحيد في خطابه المتوقع عن المعايير الذي وصفها الرئيس في خطابه. وعادت إسرائيل لتتحدث مجدداً عن الحقبة الزمنية ما بعد عرفات، ونقلت الإذاعة عن مصدر كبير في الاستخبارات العسكرية تقديراته أنه في حال "اختفاء عرفات الطبيعي"، فإن خَلَفه سيكون محمود عباس أبو مازن، كونه شخصية تاريخية وسيرأس قيادة فلسطينية أكثر براغماتية. إلى ذلك، قال مسؤول أمني كبير إن الانتفاضة الفلسطينية ارجأت إمكان التوصل إلى تسوية شاملة 15 عاماً "في أعقاب التحريض المسموم على إسرائيل".