نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس انسحاباً شكلياً من مشارف مدينتي رام الله ونابلس وفقاً لعرض قدمته في اجتماع أمني مع الفلسطينيين أول من أمس، باعتبار هذا الانسحاب "اختباراً" لما ستفعله السلطة الفلسطينية بعد ذلك ل"وقف العنف". وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن العرض يأتي في إطار سياسة تطبيق "وقف تدريجي ومناطقي" لاطلاق النار. راجع ص 5 وفي المساء قتل فلسطيني في تبادل اطلاق نار مع القوات الاسرائيلية التي توغلت مجدداً في قطاع نابلس في اراضي الحكم الذاتي الفلسطيني، حسب ما افادت مصادر طبية فلسطينية. وانهى وزراء الخارجية العرب اجتماعهم الطارئ في مقر الجامعة العربية في القاهرة امس بموقف متشدد بمقاطعة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، اذ "طالما انه لا يرى في الرئيس عرفات شريكاً في عملية السلام فإن الدول العربية لا ترى في استمرار الاتصالات معه أي فائدة". ووجه الوزراء حزمة نداءات اهمها مطالبة واشنطن بالعودة للعب دور "الوسيط النزيه" وللشعوب العربية بعدم "التعامل مع اسرائيل اقتصادياً" وأن يقاطعوا البضائع والمنتجات الاسرائيلية في أي سوق كانت وبخاصة منتجات المستوطنات"". وكان رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب الذي شارك في الاجتماع الأمني إن الفلسطينيين رفضوا العرض الإسرائيلي بالانسحاب الجزئي، وطالبوا بانسحاب كلي من المناطق الفلسطينية التي أعادت إسرائيل احتلالها وبرفع الحصار والطوق الخانق عن كل الأراضي الفلسطينية. وصرح ناطق الإسرائيلي أمس بأن الجيش سيظل موجوداً في مدينة رام الله وان ما حصل أمس "هو تكتيك في طريقة انتشار الجيش". وأضاف: "سيبقى للجيش وجود متنقل بالدبابات وناقلات الجند". وقالت مصادر صحافية إسرائيلية إن إعلان الجيش ذلك جاء بسبب ضغوط من المستوى السياسي للتشديد على أن تحركات الجيش أمس لا تشكل انسحاباً. اعتقال مشتبهين بقتل زئيفي وأعلنت إسرائيل أمس أن جهاز أمنها الداخلي شاباك تمكن من اعتقال ثلاثة فلسطينيين اعضاء في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بتهمة الضلوع في عملية اغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي. وصرح مسؤول في "شاباك" بأن الثلاثة اعتقلوا في منطقة القدس وهم منويل عبدالعال 45 عاماً من شعفاط وهو رئيس المكتب السياسي ل"الجبهة الشعبية" في القدس، وأحمد مسلماني 43 عاماً من بيت حنينا ومتهم بتجنيد شباب ل"الشعبية" والتخطيط لقتل زئيفي، ومحمد كريم سليمة 21 عاماً الذي اتهم بالضلوع مباشرة في التخطيط لقتل زئيفي. الرنتيسي واستمر التوتر في مدينة غزة امس بعد اشتباك الشرطة الفلسطينية ليل الاربعاء - الخميس مع انصار حركة "حماس" خلال محاولتها اعتقال احد قادة الحركة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي. وصرح الرنتيسي ل"الحياة" مساء امس بأن الشرطة كررت محاولتها للوصول اليه في منزله في حي الشيخ رضوان لكن المحاولة فشلت مجدداً. وقال الرنتيسي: "اؤكد انه اذا قتل رصاص السلطة اي فلسطيني فستكون هناك عمليات داخل العمق الاسرائيلي، ولن اقبل باعتقالي ولن يستطيعوا تسلمي إلا جثة هامدة". وسئل ان كانت بينه وبين السلطة الفلسطينية اتصالات على مستوى عال فقال:"اعلمت ان اشخاصاً في طريقهم الى منزلي ولا اعرف هويتهم". وأكد ان الشعب الفلسطيني يقف ضد اعتقاله وان "الشعب لن يرفع السلاح في وجه السلطة". "مفاوضات" بيريز - قريع الى ذلك، اكد وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز انه اجرى في الايام الاخيرة، وبعلم شارون، محادثات مع مسؤولين في السلطة الفلسطينية مثل احمد قريع ابو علاء ومحمد رشيد خالد سلام المستشار السياسي للرئيس ياسر عرفات ورئيس جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة محمد دحلان. واضاف انه يتحتم على اسرائيل التفاوض مع الفلسطينيين "على نحو يمنحهم أفقاً جديداً" وان لا تنحصر هذه المفاوضات في التزام الفلسطينيين وقف النار و"التصدي للارهاب". وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" امس ان بيريز تلقى خلال لقائه شارون اول من امس تفويضاً واضحاً لمواصلة اتصالاته مع المسؤولين الفلسطينيين. واضافت ان بيريز ينكبّ حالياً على اعداد مشروع سياسي يتضمن تسوية ترتكز الى اربعة اركان: اولها اعلان قيام دولة فلسطينية في قطاع غزة ومناطق أ وب في الضفة الغربية ما يساوي 40 في المئة من مساحتها، ثم اجراء مفاوضات بين الدولتين حول مستقبل المناطق المحتلة المتبقية وترسيم الحدود. وثالثها الاتفاق بين الطرفين على ارجاء حل قضيتي القدس واللاجئين ورابعها ان تجري المفاوضات على اساس قراري مجلس الامن 242 و338. وزادت الصحيفة ان هامش التفويض الذي منح شارون لبيريز يحول دون قيام الاخير بتقديم اي "تنازلات" للفلسطينيين. وكشف امس ان شارون طلب من الرئيس الاميركي جورج بوش اعادة الجنرال المتقاعد انتوني زيني الى المنطقة لاستئناف مهمته. وقالت مصادر صحافية ان شارون اشاد بجهود زيني مشيراً الى اهمية اعادته الى المنطقة. وتوقعت مصادر امنية اسرائيلية ان يعود زيني الى المنطقة مطلع العام المقبل بعد انتهاء عيدي الميلاد ورأس السنة. واكد ذلك ايضاً ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. والتقى زيني امس وزير الخارجية كولن باول وقدم اليه تقريراً عن مهمته.