واشنطن، الناصرة - "الحياة"، رويترز - اكدت مصادر قريبة من رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون ان الاخير ابدى خلال اجتماعاته مع اركان الادارة الاميركية معارضته لدعوة اميركية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لزيارة واشنطن "لان من شأن دعوة كهذه اضفاء الشرعية على عرفات في وقت يضطلع فيه شخصيا بممارسة الارهاب ضد اسرائيل". واضافت المصادر ان شارون سيبلغ مضيفيه الاميركيين، كما سيبلغ اليوم الامين العام للامم التحدة كوفي انان، معارضة اسرائيل ارسال قوات دولية الى المناطق الفلسطينية. وقال مندوب الاذاعة الاسرائيلية الى واشنطن يوني بن مناحيم ان الادارة الاميركية حرصت على عدم اثارة مواضيع مثل الاستيطان واغتيال ناشطين فلسطينيين خلال المحادثات مع شارون وذلك لتوفير اجواء طيبة. واضاف ان شارون اوضح للرئيس الاميركي جورج بوش ان عرفات هو المسؤول عن عدم الاستقرار في المنطقة ولذا يجب عدم دعوته لزيارة واشنطن لئلا يفسر ذلك بانه منح للشرعية "لهذا الرجل الذي يقود الارهاب ضد اسرائيل" وانه يجب الضغط على عرفات "لوقف الارهاب"، وبالتالي استئناف المفاوضات. ودافع شارون اول من امس عن الحملة الاسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين وحدد لمؤيديه الاميركيين الخطوط العريضة لخطة محدودة لتحقيق السلام. واعلن شارون امام لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية ايباك ان من الممكن التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين ولكن ليس قبل توقف عنف الاشهر الستة الماضية. واضاف امام المؤتمر السنوي للجنة "اعتقد بأن اسرائيل يمكنها الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين وسأبذل قصارى جهدي للوصول الى مثل هذا الاتفاق". واضاف شارون انه يتصور ان يتألف اي استئناف للمفاوضات مع الفلسطينيين من مرحلتين الاولى تركز على تخفيف القيود على المدنيين الفلسطينيين وعلى استعادة الامن الاسرائيلي من خلال انهاء العنف، والثانية تستأنف فيها المفاوضات، داعيا الى "اسلوب جديد اكثر واقعية من عدم العداء واتفاق مرحلي طويل الامد". واجرى شارون الاثنين محادثات مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول وايضا مع جورج تينيت مدير الاستخبارات المركزية الاميركية ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس ومع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وابلغ باول شارون انه يجب علي اسرائيل ان تعرض الامل والفرصة على الفلسطينيين الذين يعانون منذ شهور تحت وطأة اغلاقات متقطعة للضفة الغربية وقطاع غزة. وفي خطابه دافع شارون عن محاصرة اسرائيل الاراضي الفلسطينية قائلا: "تحتاج اسرائيل اكثر من اي وقت مضى الى مناطق امنية تحميها من الاخطار المتزايدة في الشرق الاوسط. ويحتاج الفلسطينيون الى الجوار ومستقبل اقتصادي افضل". واعاد شارون اتهامه للحرس الخاص بالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات المعروف بالقوة 17 بانهم خططوا لهجوم بسيارة ملغومة في قلب القدس الاسبوع الماضي. وقال: "حاولت منظمة التحرير الفلسطينية ان تثير ضجة دولية حول تصرفاتنا قائلة اننا نرغب في خنق رام الله. نحن لا نريد اقامة حواجز امام الفلسطينيين لكنني سأفعل كل ما هو ضروري لحماية شعب اسرائيل". واضاف: "سنمضي قدما في مكافحة الارهاب من ناحية وسنحاول مساعدة السكان الفلسطينيين من ناحية اخرى". لكنه استدرك قائلا ان الوقت غير موات لاستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، وتابع: "على رغم الجهود الديبلوماسية المكثفة التي شهدتها الشهور التسعة الماضية فمن الجلي ان الظروف غير مواتية بعد لابرام اتفاق وضع نهائي". وزاد ان اسرائيل ما زالت ملتزمة بكل الاتفاقات التي وقعتها الحكومات السابقة لكنه اضاف في اشارة واضحة الى المفاوضات التي جرت العام الماضي في منتجع كامب ديفيد ولم تحرز نجاحا: "لن تلتزم اسرائيل بسجل المفاوضات السابقة الفاشلة". ويطالب عرفات باستئناف مفاوضات السلام من حيث توقفت. واعلن شارون ايضا ان القدس هي عاصمة اسرائيل الابدية، وتوجه قائلا لجمهور استبد به الحماس: "جئت اليكم بتحيات من القدس العاصمة الأبدية للشعب اليهودي على امتداد الثلاثة الاف عام الماضية ولدولة اسرائيل خلال الاثنين والخمسين عاما الماضية وللأبد". واضاف شارون لليهود الاميركيين الذين صفقوا له اربعين مرة اثناء خطابه الذي استغرق 30 دقيقة: "ستبقى القدس موحدة تحت سيادة اسرائيل للأبد". وتجمع حوالي 300 شخص خارج الفندق الذي تحدث فيه شارون وهم يحملون لافتات كتبت عليها عبارات "فلسطين حرة" و"لا دولارات من الضرائب الاميركية لصالح القمع الاسرائيلي". وطالبوا ايضا بمحاكمة شارون لجرائم حرب ودوره في غزو لبنان عام 1982. بيريز الى ذلك اقترح وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز امس على الفلسطينيين "العودة الى طاولة المفاوضات" من دون شروط مسبقة من الطرفين بشأن طبيعة الاتفاق الذي سيكون موضع البحث. وقال بيريز فى تصريحات لاذاعة الجيش الاسرائيلي امس: "يجب العودة مجدداً الى طاولة المفاوضات بحيث يعود كل طرف بافكاره ولا يمكننا ان نمنع الفلسطينيين من التأكيد انهم يريدون التوصل الى اتفاق حول الوضع النهائي" للاراضي الفلسطينية. واكد بيريز مجدداً ان المفاوضات يجب ان "ترتكز على قراري مجلس الامن الدولي 242 و338" حول كيفية الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة. وتابع بيريز: "لكننا لم نقبل ابداً ان ترتكز المفاوضات على القرار 194 الذي يدعو الى ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين، حسب ما يطالب به الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات".