سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قرر بدء "حوار دائم في العمق" مع المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة . باراك يعتزم مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين رغم الازمة الحكومية واحتمال خسارته الغالبية
القدس المحتلة،غزة - أ ف ب - تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك امس بمواصلة عملية السلام مع الجانب الفلسطيني على رغم الازمة السياسية التي تمر بها اسرائيل والتي يمكن ان يخسر خلالها الغالبية التي يتمتع بها في الكنيست. وقرر باراك في الوقت ذاته اجراء "حوار في العمق" مع المستوطنين اليهود في الاراضي الفلسطينية. وصرح باراك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان: "لا داعي للقلق فنحن مصممون على المضي قدماً في عملية السلام على المسار الفلسطيني وغيره". وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين للمرحلة الانتقالية صائب عريقات أمس ان المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية للمرحلة الانتقالية "ستستأنف الليلة الماضية في المنطقة" في مكان لم يفصح عنه. وتمر الحكومة الاسرائيلية منذ اسبوعين بأزمة خطيرة يمكن ان تنتهي بخسارتها الغالبية التي تتمتع بها في الكنيست بعد تقديم اربعة وزراء من حزب شاس الديني المتشدد استقالتهم من الحكومة امس. وفي الوقت الذي تدخل فيه المفاوضات مع الجانب الفلسطيني مرحلة حاسمة تنعكس هذه الازمة سلباً على موقف باراك على الصعيد الدولي. وتصبح الاستقالات سارية اعتباراً من بعد ظهر اليوم الخميس، وهي مهلة امام باراك لايجاد حل سياسي. وحزب شاس الذي له 17 نائباً من اصل 120 في الكنيست هو ثاني حزب في الغالبية الحالية. واضاف باراك ان "الاضطرابات الحالية ناجمة الى حد ما عن تصميمنا على التقدم نحو تحقيق السلام". وتابع قائلاً: "يمكننا ان نشكل بسهولة حكومة اوسع واكثر ليونة واكثر استقراراً الى حد ما، لكن من دون امكان التقدم بمثل هذا التصميم نحو السلام". وزاد: "اننا مصممون على اتمام المهمة الحقيقية التي اوكلها الينا الشعب الاسرائيلي وهي تغيير الواقع ووضع حد لنزاع مستمر منذ اكثر من مئة عام من دون الحاق اي ضرر بمصالحنا الحيوية". وكان "شاس" شدد مواقفه ازاء السلام خلال المحادثات الاخيرة. واعلن يائير بيريتز رئيس المجموعة النيابية لحزب شاس ان الزعيم الروحي للحزب الحاخام عوفاديا يوسف "بات يشترط" المحافظة على "ارض اسرائيل" اسرائيل والاراضي الفلسطينية مما يعني رفض اي تنازل جغرافي للفلسطينيين. المستوطنون والحوار من جهة اخرى، اعلنت رئاسة مجلس الوزراء في بيان امس ان "رئيس الوزراء، وزير الدفاع، قرر بدء حوار دائم في العمق بين الحكومة وسكان يهودا والسامرة الضفة الغربية وقطاع غزة يكون بمثابة متابعة للقاءات العديدة التي جرت خلال الاشهر الاخيرة بين رئيس الوزراء والمستوطنين". واعطى باراك الذي ترأس صباح امس اجتماعاً للحكومة الامنية المصغرة خصص للمفاوضات مع الفلسطينيين، توجيهات الى الوزراء لزيارة المستوطنات "ولقاء المستوطنين اعتباراً من الايام القليلة المقبلة". واشار البيان الى ان "رئيس الوزراء يعتبر ان الاستيطان مهم جداً لكن الساعة الحاسمة للعملية السياسية تقترب". وطلب باراك من الوزراء ان يصطحبوا معهم مسؤولين يشاركون في المفاوضات مع الفلسطينيين التي تشمل مسائل مثل وضع القدس ومصير المستوطنات الاسرائيلية. ورد "مجلس مستوطنات يهودا والسامرة وغزة"، اكبر منظمات المستوطنين، بتأكيد ان رئيس الوزراء "يدعي البدء في حوار بعدما ادرك ان المستوطنين، وكذلك نصف الاسرائيليين، يعارضون تفكيك المستوطنات". واضاف المجلس في بيان "سنواصل تظاهراتنا امام منازل جميع الوزراء". ولم يتوقف المستوطنون عن ابداء استيائهم منذ نشرت وسائل الاعلام مشروعا نسبته الى باراك يمنح الفلسطينيين السيطرة على 90 في المئة من الضفة الغربية في اطار تسوية سلمية دائمة. ويخشى المستوطنون المقيمون في الاراضي العربية المحتلة منذ 1967 ان يفكك باراك بعض المستوطنات في اطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين يفترض ابرامه بحلول 13 ايلول سبتمبر المقبل. ويقيم نحو 200 الف مستوطن في نحو 150 مستوطنة في الضفة الغربيةوغزة. كما يقيم قرابة 180 الف اسرائيلي في 10 احياء يهودية في القطاع الشرقي من القدس.