القدس المحتلة - "الحياة"، أ ف ب - شهد يوم امس تطورات متسارعة على صعيد العلاقات الفلسطينية - الاسرائيلية، بينها سفر كل من رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء ووزير الامن الداخلي الاسرائيلي شلومو بن عامي الى ستوكهولم لاستئناف المفاوضات بين الجانبين عبر تلك القناة الخلفية، وترجيح ارجاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك زيارته واشنطن للقاء الرئيس بيل كلينتون، بسبب تعمق الانقسامات داخل حكومته واحتمال تصويت بعض شركائه الى جانب مشروع قانون لحل الكنيست، واجراء انتخابات جديدة. وبثت الاذاعة الاسرائيلية امس ان الدولة العبرية رفضت اقتراحاً قدمه المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس يقضي بتسليم الاسرائيليين للفلسطينيين أراضٍ من داخل "الخط الاخضر" في مقابل مناطق الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، والتي تعتزم اسرائيل ضمها اليها. لكن التطور الأبرز الذي لم يحل دون استئناف مفاوضات ستوكهولم "السرية" تمثل في تأكيد مصادر اسرائيلية وفلسطينية امس ان قائداً عسكرياً اسرائيلياً هدد في اجتماع مع مسؤولين امنيين فلسطينيين ليل الاثنين - الثلثاء، بعد يوم من المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية في الذكرى ال52 للنكبة، بقصف مقر الرئيس ياسر عرفات بالهليكوبتر.راجع ص 3 وأفادت الاذاعة الحكومية الاسرائيلية امس ان البريغادير جنرال شلومو اورين، قائد القوات الاسرائيلية في الضفة هدد بشن هجوم بمروحيات قتالية على مبنى الرئاسة في رام الله، اذا لم يتوقف اطلاق الشرطة الفلسطينية النار على موقع عسكري اسرائيلي في الضفة. واطلق الضابط هذه التهديدات ليل الاثنين - الثلثاء خلال لقاء مع مسؤولين امنيين فلسطينيين عقد في مقر القيادة الاسرائيلية في الضفة الغربية قرب رام الله، بعدما تعرض هذا المقر لاطلاق نار من رجال الشرطة الفلسطينية استمر ساعات. وأفاد شهود ان طائرات هليكوبتر اسرائيلية من طراز "كوبرا" حلقت فوق هذا القطاع من دون ان تطلق النار، فيما أكدت الاذاعة ان محاوري الجنرال اورين الفلسطينيين قطعوا الاتصالات فوراً احتجاجاً على التهديد. وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات امس التهديد الاسرائيلي، وقال: "حملت هذا الضابط المسؤولية وطالبت خلال اجتماع مع عوديد عيران كبير المفاوضين الاسرائيليين ومسؤول من هيئة الاركان الاسرائيلية، بمحاكمته فوراً". وخلال لقائه روس في رام الله عبر عرفات عن احتجاجات شديدة نقلها المنسق الأميركي الى اسرائيل. وأشارت الاذاعة الى ان السلطة الفلسطينية دانت هذه التهديدات في رسالة وجهتها الى حكومة باراك، وحملت الدولة العبرية مسؤولية حادث اطلاق النار. كما نقلت السلطة احتجاجها على التهديد الاسرائيلي الى الاوروبيين، فيما كتبت صحيفة "معاريف" امس ان عرفات ابلغ ذلك الى الرئيس حسني مبارك.