رام الله الضفة الغربية -أ ف ب - اكدت اوساط فلسطينية واسرائيلية رسمية ان لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك تمخض عن اتفاق لتنفيذ عدد من قضايا المرحلة الانتقالية وذلك على رغم التصريحات التي ادلى بها مفاوضون فلسطينيون ليل اول من امس الاربعاء حول فشل الاجتماع الذي عقدوه مع مفاوضين اسرائيليين. وقال مصدر فلسطيني رسمي رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة "فرانس برس": "توصل باراك وعرفات اللذان التقيا ليل الثلثاء في مدينة رام اللهبالضفة الغربية الى اتفاق بخصوص الانسحاب من 5 في المئة من الاراضي الفلسطينية واطلاق دفعة من المعتقلين الفلسطينيين". وتوقع المصدر ان "تتخذ الاجراءات العملية للبدء بالانسحاب خلال الاسبوع المقبل". يذكر ان نبيل ابو ردينة مستشار عرفات صرح امس الاربعاء ان القيادة الفلسطينية تتوقع "نتائج قريبة" بخصوص موضوعي الانسحاب من الاراضي الفلسطينية واطلاق دفعة من الاسرى اثر لقاء باراك و عرفات. كما اعلن وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي اول من امس الاربعاء ايضا ان اسرائيل ستجري انسحابا جزئيا اضافيا من الضفة الغربية "خلال الايام القليلة المقبلة" نتيجة للاتفاق بين ايهود باراك وعرفات خلال لقائهما في رام الله.وتعارضت تلك التصريحات مع تلك التي ادلى بها امس ل"الحياة" الدكتور صائب عريقات رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات المرحلة الانتقالية. إذ نفى عريقات "حدوث تقدم" خلال الجلسة الاخيرة للمفاوضات مع نظيره الاسرائيلي عوديد عيران. وصرح عريقات ل "الحياة" بأن الاسرائيليين فشلوا في اعطاء ردود على الاقتراحات التي تقدم بها الجانب الفلسطيني في شأن المرحلة الثانية من اعادة انتشار قواتهم في الضفة الغربية "بل وتراجعوا عن التفاهمات التي تم التوصل اليها الاسبوع الماضي". وأوضح المسؤول الفلسطيني أن نظيره وعد بعرض "معادلة جديدة" في ما يتعلق بانسحاب القوات الاسرائيلية من خمسة في المئة من أراضي الضفة الغربية و 1،6 في المئة اضافية من المقرر أن يعيد الجيش الاسرائيلي انتشاره فيها في العشرين من كانون الثاني يناير المقبل. وأضاف: "لكنه قال أنه غير رأيه ولم يتقدم بما وعد به". أما في ما يتعلق بمسألة اطلاق الدفعة الثالثة من الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين، فقال عريقات أن عيران قال له: "اتركوا هذا الامر لنا وسنتخذ قرارا في الاجتماع الوزاري الاسبوع المقبل". وقال عريقات: "بعد تسعة أسابيع من المفاوضات واعداد قوائم المعتقلين ومواصفاتهم يقولون لنا نحن وحدنا الذين نقرر ... هم ببساطة الذين يمسكون بالامور في اياديهم ويريدون فرض املاءات علينا". وأشار عريقات الى تراجع الجانب الاسرائيلي عن اتفاق في شأن تحديد جلسة لمناقشة قضية النازحين الفلسطينيين على مستوى وزراء الخارجية لفلسطين واسرائيل والاردن و مصر في القاهرة وكذلك في شأن تحويل دفعة من الاستحقاقات المالية التي يتوجب على اسرائيل نقلها للسلطة الفلسطينية بدل جمارك وضرائب. كذلك كشف النائب العربي في الكنيست البرلمان الاسرائيلية طلب الصانع ان عرفات اعرب عن خيبة امله من اجتماعه مع باراك، وذلك خلال لقائه اعضاء في "القائمة العربية الموحدة" اول من امس. ونقل عن مسؤولين فلسطينيين قولهم ان ضغوطا مارسها الرئيس بيل كلينتون اسفرت عن عقد الاجتماع الذي بدا ان باراك اراد من خلاله الايحاء بان المسار الفلسطيني ما زال ناشطا. ولم يجد عيران ما يرد به على أقوال الفلسطينيين الا بتأكيد أن تقدما احرز في جلسة مساء أول من أمس. والتقدم في نظر عيران حسب ما صرح به للاذاعة الاسرائيلية هو "السماح ل 2500 مصل فلسطيني من قطاع غزة باداء الصلاة في الحرم القدسي الشريف في شهر رمضان"، والتصريح لصيادي الاسماك بالعمل ساعات أطول وربما في مناطق أوسع والترتيب لاجتماع آخر للجنة "شعب لشعب" في المستقبل القريب. وفي رده على سؤال عن التصريحات الفلسطينية التي أكدت عودة الجانبين الى المربع رقم واحد، قال عيران: "اما ان يكون عرفات أوعز لعريقات بالادلاء بهذه التصريحات أو أن الاخير قام بذلك بمبادرته الخاصة". واتهم مكتب باراك عريقات بالادلاء بتصريحات مخالفة لما اتفق عليه بين باراك وعرفات خلال لقائهما في منزل امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن والذي حضره أيضا عن الجانب الفلسطيني رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء وعن الجانب الاسرائيلي يوسي غينوسار ورئيس مكتب باراك للشؤون السياسية والامنية داني ياتوم. وفي رده على الاتهامات الاسرائيلية، قال عريقات ل"الحياة" أن الاسرائيليين أنفسهم يدركون مدى رداءة هذه الاساليب، معتبرا أن ما تسعى الحكومة الاسرائيلية الحالية الى تحقيقه هو "القفز عن استحقاقات الاتفاقات المرحلية وتغيير مرجعيات عملية السلام ودمج المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار بمفاوضات الوضع النهائي".ورفضت المصادر الفلسطينية التعليق على "التناقض" الذي حملته تصريحات عريقات مكتفية بتأكيد وجود اتفاق بخصوص الانسحاب الثاني والاسرى بشكل محدد "اضافة الى عدد من القضايا الاخرى". وكان عرفات رفض توقيع خرائط الانسحاب الاسرائيلي الثاني الذي كان ينبغي ان يتم وفق مذكرة شرم الشيخ في اواسط تشرين الثاني نوفمبر الماضي كونها تتضمن الانسحاب من مناطق معظمها متناثر اضافة الى مطالبته بأنسحاب اسرائيل من مناطق قريبة من مدينة القدس. وحسب المصدر الفلسطيني فأن "الجانب الاسرائيلي وعد بأخذ المطالب الفلسطينية في الانسحابين المتبقيين وفق الاتفاقات الموقعة في الاعتبار مقابل قبول الفلسطينيين بخرائط الانسحاب الحالية".