خرجت أحزاب المعارضة اليمنية من دائرة المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في اليمن في 23 أيلول سبتمبر المقبل، بعدما امتنع مجلس النواب اليمني أمس عن منح السيد علي صالح عياد مقبل الأمين العام للحزب الاشتراكي التزكية المطلوبة، وهي نسبة 10 في المئة من الأعضاء أي 30 صوتاً من أصل 301 عضو، فيما منح 7 أعضاء فقط يمثلون المعارضة أصواتهم ل"مقبل". وحصل الرئيس علي عبدالله صالح على 182 صوتاً يليه السيد نجيب قحطان الشعبي وهو عضو مجلس النواب "مستقل" وعضو سابق في الحزب الحاكم بحصوله على 35 صوتاً. وهما الفائزان بالتنافس على منصب رئاسة الجمهورية. وحصل المرشح الرابع خالد الزارقه على 25 صوتاً و"مقبل" على 7 أصوات من أصل 254 عضواً حضروا جلسة التصويت التي جرت أمس. تضمنت قائمة المرشحين لرئاسة الجمهورية 27 مرشحاً بعد انسحاب 3 مرشحين قبل التصويت، ولم يحصل بقية المرشحين 23 مرشحاً على أي صوت. ويذكر ان "التجمع اليمني للاصلاح" كان وعد أحزاب المعارضة المنضوية في "مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة" بمنح مرشحه التزكية المطلوبة، كما ذهبت تصريحات الدكتور عبدالكريم الارياني الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام في وقت سابق - بأن حزبه الحاكم ملتزم منح مرشح المعارضة التزكية القانونية - ادراج الرياح، ونفذ المؤتمر الشعبي تهديداته بحجب الثقة عن "مقبل" في مجلس النواب بعد التصريحات النارية له أخيراً وتهديده بقول المزيد من الحقائق في حال حجبت عنه الثقة كمرشح للمعارضة. ولم يحصل إلا على 7 أصوات تمثل أحزاب المعارضة التي ترشح باسمها، واعتبرها السيد يحيى منصور أبو اصبع عضو مجلس النواب كمستقل - وعضو في المكتب السياسي للاشتراكي في تصريح الى "الحياة" أمس انها تعبير حقيقي عن الديموقراطية. وقال: "الأصوات التي حصل عليها مقبل هي الأصوات الديموقراطية الحقيقية في مجلس النواب. أما نتائج التصويت بتزكية المرشحين فانها كانت معروفة سلفاً وصدرت عن اتفاق مع الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، ونقول إن هذا هو قدر الديموقراطية في بلادنا وهذا هو وضعها الطبيعي". ورفض السيد نجيب قحطان الشعبي وهو نجل الرئيس اليمني الجنوبي السابق قحطان الشعبي الادلاء بأي تصريحات صحافية، ولوحظت حفاوة غالبية اعضاء مجلس النواب به بعد التصويت ومباركتهم له وسط أجواء شبه احتفالية بسقوط "مقبل" مما اعتبر نجاحاً للحزب الحاكم في اسقاط مرشح الحزب الاشتراكي ومنح التزكية لنجيب الشعبي كممثل للمحافظات الجنوبية وتفويت الفرصة على "مقبل" للحصول على هذا التمثيل. غير أن حجب التزكية عن "مقبل" يناقض توجهات الرئيس اليمني واعلانه في وقت سابق انه لا يعترف بديموقراطية النسب النهائية أو ديموقراطية نسبة 99.9 في المئة وترحيبه بمرشحي المعارضة للتنافس الهادف وتكريس مباديء الديموقراطية في البلاد. وفي هذا السياق أكد السيد سلطان البركاني رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم ل"الحياة" انه "لن تكون هناك ديموقراطية النسبة 99.9 في اليمن بل تنافس ديموقراطي حقيقي". ورداً على سؤال عن امكان التصويت لمصلحة نجيب الشعبي، لاسقاط "مقبل" كممثل للمحافظات الجنوبية، قال "اولاً علي عبدالله صالح لم يحسب أنه شمالي أو جنوبي، بل هو رمز للأمة اليمنية. ونحن في دولة واحدة والذين يتحدثون عن شمال وجنوب انما يصطادون في الماء العكر. وهذه المسألة شمال وجنوب تجاوزناها ولم تعد قائمة. نحن في دولة واحدة اسمها الجمهورية اليمنية، وأتصور ان الرئيس على عبدالله صالح أكثر حباً وأكثر اعتزازاً وتقديراً للمحافظات الجنوبية. وإذا كان من في الخارج ينظرون الى اليمن من أبراج عاجية فهذا شأنهم ولنا في اليمن شأننا". وقال البركاني رداً على سؤال بأن الرئيس صالح دفع بالشعبي للترشيح "الرئيس والمؤتمر الشعبي ليسا بحاجة الى الدفع بأحد للترشيح للانتخابات الرئاسية لأن المرشحين كانوا 32 مرشحاً وليس للمؤتمر علاقة لا من قريب ولا من بعيد بأي مرشح غير الرئيس صالح". وسئل هل كانت نتائج التصويت تتعارض مع توجهات الرئيس صالح والارياني التي ترغب في وجود مرشح للمعارضة فأجاب: "نحن صوتنا وفق قناعتنا كأعضاء مجلس النواب. ومقبل لم يحصل على التزكية حتى من المستقلين لأنه لم يعترف بالشرعية الدستورية ونتائج الانتخابات عام 1997 وقاطع حزبه الاشتراكي هذه الانتخابات وكان من المنطقي أن يعلن الحزب بهيئاته وقياداته ومؤسساته احترامه لنتائج الانتخابات ويأتي مقبل ليطلب من مجلس النواب التزكية لقبول ترشيحه ممثلاً للمعارضة. انه تناقض عجيب!". وسئل عن التنسيق مع حزب الاصلاح لحجب الثقة عن "مقبل" فأجاب: "ليس لنا علاقة بموقف الاصلاح، الذي سبق وأعلن ان الرئيس علي عبدالله صالح هو مرشحه. وكنا نتوقع أن يكون للاصلاح مرشح بحكم مكانته القوية على الساحة ولكن هذا شأنهم". ونفى البركاني ان تكون هناك صفقات سياسية أو محاولات للالتفاف على الديموقراطية أو انقسام في مواقف الحزب الحاكم في الانتخابات الرئاسية، وأكد ان عدم وجود مرشح للمعارضة لا يعني "إخلالاً بالديموقراطية" بل تأكيداً لها وترجمة لمواقفها ومتغيراتها.