طلبت الحكومة الاثيوبية توضيحات في شأن "عدد من النقاط" الواردة في الترتيبات الفنية التي وضعتها منظمة الوحدة الافريقية في خطة "اطار العمل" لإنهاء الحرب الحدودية الاثيوبية - الاريترية. وأكدت أنها ستعلن موقفها من الخطة الافريقية لدى حصولها على هذه التوضيحات. تجدد الجدل بين اثيوبيا واريتريا في شأن خطة "اطار العمل" التي وضعتها منظمة الوحدة الافريقية لإنهاء الحرب الحدودية المستمرة بين البلدين منذ 15 شهراً. وأصدرت الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي بياناً امس اكدت فيه ان اثيوبيا طلبت من رئيس الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة "توضيحات لعدد من بنود الاقتراحات الافريقية التي توصلت اليها لجنة الخبراء الافريقية المؤلفة من ممثلين عن منظمة الوحدة الافريقية والامم المتحدة والولايات المتحدة منتصف الاسبوع الماضي". واضاف البيان "ان اثيوبيا ستعلن موقفها الرسمي لدى تلقيها الايضاحات المطلوبة" من الرئيس الجزائري. واشارت الناطقة الى ان اثيوبيا استقبلت الوفد التابع للجنة الخبراء برئاسة المبعوث الجزائري السيد احمد اويحيى نهاية الاسبوع الماضي. واوضح البيان ان اثيوبيا ابدت استعدادها التام للعمل مع المنظمة الافريقية منذ أيار مايو الماضي لإيجاد حل سلمي للازمة الحدودية بين البلدين. الى ذلك، اكد مصدر ديبلوماسي افريقي ل"الحياة" ان اويحيى اجرى محادثات مكثفة امس مع عدد من كبار المسؤولين الاثيوبيين على رأسهم وزير خارجية اثيوبيا سيوم مسفن، تتعلق بالاقتراحات الافريقية للسلام التي اعلنت اسمرا قبولها في بيان اصدرته وزارة الخارجية الاريترية. ولم يستبعد المصدر ان يكون من بين التوضيحات التي طلبتها اثيوبيا من المنظمة الافريقية تعديل البند المتعلق بضرورة انسحاب اريتريا من كل المناطق التي احتلتها واعادتها للادارة التي كانت عليها قبل السادس من ايار 1998. وأوضح المصدر ان اويحيى سيغادر الى الجزائر اليوم بعد اجراء محادثات مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي. وكانت الحكومة الاريترية اكدت في بيان اصدرته اول من امس "استعدادها التام للتعاون مع منظمة الوحدة الافريقية والامم المتحدة في تنفيذ الاتفاقات الثلاثة اطار العمل وآليات الجزائر والترتيبات الفنية باعتبارها الاساس الوحيد لحل الأزمة" الحدودية. وأوضح البيان ان الرئيس الاريتري اساياس افورقي ابلغ اويحيى السبت الماضي موافقة حكومته على الخطة الافريقية بما في ذلك الترتيبات الفنية، وانه بعث برسالة خطية في هذا الشأن الى الرئيس بوتفليقة. وفي حال وافقت اثيوبيا على الاقتراحات الافريقية فان الخطوة التالية ستبدأ بتوقيع طرفي النزاع علناً على الاتفاقات الثلاثة قبل وقف النار بينهما. ثم تلي ذلك اعادة الانتشار لجيشي البلدين واعادة الادارة المدنية الى المناطق المتنازع عليها وترسيم الحدود خلال فترة زمنية محددة. ومن المقرر ان تستمر فترة تنفيذ هذه الخطوات ستة اشهر 185 يوماً بعد التوقيع على الاتفاقات. وأكد مسؤول دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الاريترية حامد حمد ل"الحياة": "ان الموافقة الاريترية جاءت لأن القيادة الاريترية ادركت اهمية احلال السلام في المنطقة، ولايمانها بأن الحرب لا تحل الازمة الحالية. وان لا بديل للحل السلمي والديبلوماسي باعتباره هو الاساس". وأضاف حمد: "نتمنى ان لا يفهم اخواننا الاثيوبيون بأن القبول الاريتري جاء عن ضعف".