تبادلت أثيوبيا وأريتريا مجدداً اتهامات أمس بعدم الجدية في قبول الاقتراحات الافريقية لمعالجة نزاعهما الحدودي. وقالت الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي في بيان أمس ان من الصعب على اثيوبيا ان تصدق قبول الحكومة الاريترية الاقتراحات الافريقية وتنفيذها من دون شرط. وأوضحت ان اثيوبيا "مستعدة لاعطاء الفرص الكافية لأي وساطة اقليمية أو دولية لحل الأزمة الحدودية سلماً"، مشيرة الى أن أديس أبابا "موقفها ثابت ولم يتغير في رغبتها الصادقة لحل الأزمة سلمياً. وأكدت تاديسي ان "الفرصة الوحيدة والأخيرة لحكومة أسمرا هي قبول الاقتراحات الافريقية وتنفيذها من دون شروط". وأوضحت ان اثيوبيا "مستعدة بعد ذلك للجلوس مع أي جهة للبحث في الخلاف الحدودي". واتهمت تاديسي الحكومة الاريترية بأنها "تعرقل عمل السفارة الاثيوبية تجاه الجالية الاثيوبية في أسمرا بمنعها جميع الاثيوبيين باستثناء العاملين في السفارة من الدخول الى مبناها". وزادت ان الحكومة الاريترية "تفعل عكس ما تروجه عن رغبتها في السعي لايجاد حل سلمي" للأزمة الحدودية بين البلدين. وفي أسمرا، قال المستشار السياسي للرئيس الاريتري أسياس افورقي ان "آليات تطبيق اتفاق اطار العمل الافريقي فرصة حقيقية لإحلال السلام نعتقد أنه ينبغي أن لا تضيع. ونحن على استعداد للتوقيع على وثيقة الاتفاق وتنفيذ آلياته لإنجاح الجهود الافريقية السلمية". وأكد يماني قبرأب في تصريح جاء عقب الزيارات المكوكية التي قام بها المبعوث الجزائري أحمد أويحيى لأسمرا وأديس أبابا خلال اليومين الماضيين "هناك اجماع دولي واقليمي لإنجاح تنفيذ الاتفاق الافريقي، إلا أن هذا الاجماع ما زالت تواجهه عقبة كأداء ممثلة في الرؤية الاثيوبية التي تعرقل جهود السلام". وقال: "كان مفترضاً ان يتم التوقيع على الاتفاق في شباط فبراير عقب قبول اريتريا به الا أن الشروط الاثيوبية الجديدة آنذاك حالت دون ذلك. وعندما أقرت قمة الجزائر اقتراحات تطبيق الاتفاق كان منتظراً ان يتم التوقيع عليه قبل الدخول في التفاصيل إلا أن الاثيوبيين يرفضون ذلك حتى الآن". وجاء هذا الحديث مخالفاً للتفاؤل الذي أبداه المبعوث الأميركي انطوني ليك خلال نهاية الاسبوع. منظمة الوحدة تعتبر انهما أظهرتا "إرادة واضحة" لتطبيق الخطة الى ذلك، جاء في بيان اصدرته منظمة الوحدة الافريقية امس ان اثيوبيا واريتريا أظهرتا "ارادة واضحة للمساهمة في تطبيق اتفاق الاطار وترتيبات" خطة السلام لمنظمة الوحدة الافريقية بسرعة. واوضحت المنظمة التي يقوم وفد منها منذ الخميس الماضي بزيارات مكوكية بين العاصمتين ان "الجانبين اعربا عن رغبتهما في ان تقدم المنظمة اليهما ترتيبات عملية توضح تفاصيل تطبيق الاتفاق". واضاف البيان ان المنظمة ستقدم الترتيبات الفنية الضرورية لتطبيق كامل لاتفاق الاطار والاجراءات التي تبنتها المنظمة ووافق عليها الجانبان بالتعاون مع الاممالمتحدة وشركاء آخرين في اقرب وقت ممكن. ويتبادل الجانبان اتهامات بعرقلة تطبيق هذه الترتيبات التي تدعو القوات الاثيوبية والاريترية الى الانسحاب من الاراضي التي تحتلها منذ بدء النزاع في السادس من ايار مايو 1998. واجتمع الوفد الجمعة والسبت مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي والجمعة والاحد مع الرئيس الاريتري اساياس أفورقي. وفي موازاة ذلك قام انتوني ليك الموفد الخاص للرئيس الاميركي بيل كلينتون بزيارات مكوكية بين اسمرا واديس ابابا. وتابع البيان ان وفد المنظمة الذي يضم الموفد الجزائري الخاص أحمد أويحيى وعضو الامانة العامة لمنظمة الوحدة الافريقية دعا الاطراف المتناحرة الى "المساهمة كل من جانبه في الحفاظ على الهدوء السائد على الارض والامتناع عن اي تحرك او اعلان من شأنه تعقيد الوضع وتعريض الهدوء الذي تتطلبه العملية للخطر". ووافقت اديس ابابا واسمرا على ارسال وفدين الى الجزائر لوضع اللمسات الاخيرة على الترتيبات الفنية والسماح بتحريك تطبيق الاتفاقات.