أنهى رئيس "التحالف الوطني الصومالي - المؤتمر الموحد"، حسين عيديد امس زيارته الرسمية الى أديس ابابا التي استغرقت أربعة أيام أجرى خلالها لقاءات عدة مع وزير خارجية اثيوبيا سيوم مسفن ومسؤولين آخرين مختصين بالشؤون الصومالية في الوزارة. وعلمت "الحياة" من مصدر صومالي مطلع قريب الى الجانبين في أديس ابابا ان محادثات عيديد مع المسؤولين الاثيوبيين كانت سلبية جداً، وان اثيوبيا اتهمت عيديد بالتعاون مع الحكومة الاريترية لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد. واشار الى ان اثيوبيا حذرت عيديد من التدخل في شؤونها الداخلية عبر السماح لبعض العناصر المسلحة، خصوصاً حركة "الاتحاد الاسلامي" بالتسلل الى الأراضي الاثيوبية عبر الحدود الصومالية، وقال ان اثيوبيا اكدت لعيديد بأنها لن تسمح بذلك وهي مستعدة لاتخاذ الاجراءات المناسبة ضده إذا لزم الأمر. الى ذلك، قال المصدر نفسه ان أثيوبيا أكدت لعيديد انها ستبذل كل جهدها لحل المشكلة الصومالية، وان تعنت عيديد ومعارضته غير المبررة لن تعيق جهودها في هذا الشأن. موضحاً ان عيديد طلب من اثيوبيا ان تستضيف اجتماعاً طارئاً يضم جميع الفصائل الصومالية في أديس ابابا. واكد عيديد للمسؤولين الاثيوبيين انه مستعد للعودة خلال عشرة أيام الى العاصمة الاثيوبية، وانه سيكون أول المشاركين في الاجتماع. وأضاف المصدر ان اثيوبيا ما زالت تشكك في رغبة عيديد حل المشكلة الصومالية سلماً. وأوضح ان المسؤولين الاثيوبيين سيجرون محادثات مع بعض الفصائل الصومالية الفاعلة قبل البدء في أي اجراءات لعقد اجتماع للفصائل الصومالية في أديس ابابا. وغادر عيديد أديس ابابا أمس مع كل من عثمان حسن علي عاتو زعيم "التحالف الوطني الصومالي" وكل من الاعيان عمر حاجي محمد وعلي حاج جابر الى دبي، ثم الى نيروبي قبل عودتهم الى مقديشو. جيبوتي وأمن الحدود على صعيد آخر أ ف ب ذكرت صحيفة "اثيوبيان هيرالد" الاثيوبية الحكومية ان اثيوبياوجيبوتي مصممتان على الحفاظ معاً على السلام والأمن على طول حدودهما المشتركة. وأنهى وفد جيبوتي برئاسة الأمين العام لوزارة الداخلية علي اسماعيل يابيهي امس الاجتماع العاشر المشترك للمسؤولين عن الحدود بين البلدين الذي عقد في الناصرة 99 كلم جنوباديس ابابا. وندد الطرفان الاثيوبي والجيبوتي ب"القوى التي تقوم بنشاطات تخريبية تهدف الى زعزعة أمن وسلام البلدين". وتخوض اثيوبيا منذ ايار مايو 1998 حرباً مع اريتريا وتتهمها بدعم المنظمات المعادية لها والمتمركزة في الصومال. ورأت الصحيفة انه يتعين على حكومة جيبوتي مواجهة التمرد الداخلي الذي يلاقي تأييداً من اريتريا التي لا تقيم علاقات ديبلوماسية معها. وقرر الوفدان مضاعفة الجهود الآيلة الى محاربة التجارة غير الشرعية بين اثيوبياوجيبوتي التي تحولت المرفأ الرئيسي لأديس ابابا. واشار ديبلوماسيون عرب الى امكان حصول لقاء بين البلدين على مستوى وزاري نهاية الشهر الجاري في العاصمة الاثيوبية قبل الزيارة الرسمية التي يعتزم رئيس جيبوتي اسماعيل عمر غيلي القيام بها الى اثيوبيا مطلع الشهر المقبل. يذكر ان اريتريا تتهم جيبوتي بدعم المجهود الحربي الاثيوبي في النزاع الحدودي المندلع بين اسمرا واديس ابابا منذ ايار مايو 1998. ورفضت الحكومة الجيبوتية الاتهام وقطعت علاقاتها الديبلوماسية مع جيبوتي. وتطورت العلاقات التجارية والاقتصادية بين جيبوتيواثيوبيا منذ تحويل الاخيرة كل عمليات الاستيراد والتصدير من ميناء عصب الاريتري على البحر الاحمر الى ميناء جيبوتي. وتطلب ذلك تعزيز امن الحدود المشتركة، خصوصاً على طول خط السكة الحديد الذي يربط بين اديس اباباوجيبوتي عبر منطقة دير داوا القريبة من اقليم اوغادين حيث تنشط عمليات المعارضة المسلحة التي تقودها الجبهات التي تطالب باستقلال الاقليم عن اثيوبيا. اويحيى في أديس ابابا من جهة اخرى، وصل المبعوث الخاص للرئيس الجزائري أحمد أويحيى امس الى أديس ابابا حيث أجرى محادثات منفصلة مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي والوزير مسفن. وعلمت "الحياة" من مصدر ديبلوماسي غربي في اديس ابابا ان محادثات الجانبين تركزت على الطلب الاثيوبي الى رئيس الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة المتعلق بتوضيح عدد من النقاط الواردة في الترتيبات الفنية التي وضعتها المنظمة الافريقية في خطة "اطار العمل" لحل أزمة الحدود الاثيوبية - الاريترية سلماً، وذلك في بداية آب اغسطس الماضي في الجزائر. وأضاف المصدر ان المبعوث سيقابل ايضاً في اديس ابابا الأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم أحمد سالم لإطلاعه على آخر التطورات والمستجدات في محادثاته مع المسؤولين الاثيوبيين. ويعتقد مراقبون في أديس ابابا ان زيارة اويحيى المكوكية لأديس ابابا واسمرا التي يصلها اليوم لن تكلل بالنجاح في ظل تمسك الطرفين بمواقفهما الثابتة من مشكلة الحدود.