اكدت مصادر ديبلوماسية غربية ل "الحياة" في اديس ابابا امس حصول مواجهات عسكرية ضارية في إحدى المناطق الحدودية المتنازع عليها بين اريتريا واثيوبيا. وكشفت حصول تصعيد جديد آخر في جبهة شرق اثيوبيا بين القوات الحكومية وبين قوات مشتركة من "الاتحاد الاسلامي" و"جبهة تحرير اورومو" المعارضة للنظام الاثيوبي. واكدت المصادر نفسها، ان المواجهات في الشرق ادت الى مقتل نحو 20 شخصاً وجرح عدد كبير من المدنيين نقل بعضهم الى مستشفيات في مدينة دريداو الشرقية على مسافة حوالى 300 كلم من الاقليم الصومالي - الاثيوبي اوغادين سابقاً. ويعتقد مراقبون في العاصمة الاثيوبية ان هذه المعارك تنسف الاتفاقات التي وقعها زعيم "التحالف الوطني الصومالي" حسين محمد فارح عيديد مع الحكومة الاثيوبية اخيراً، وتعهد بمقتضاها وضع حد للنشاطات "الارهابية" التي تنطلق من الصومال. وفي منطقة شيرارو الحدودية بين اثيوبيا واريتريا، اشارت المصادر نفسها الى ان المعارك التي جرت مساء اول من امس، استخدمت فيها اسلحة ثقيلة وخفيفة وألحقت اضراراً جسيمة وقتل فيها 20 من المدنيين واصيب عدد كبير بجروح في منطقة شيرارو الاثيوبية. ولم تعرف الخسائر التي لحقت بالجانب الاريتري حتى الآن، ولم يدل الطرفان بأي تصريحات عن هذا التصعيد العسكري. ولم تستبعد المصادر ان يكون السبب الرئيسي للاشتباكات قيام مسلحين مجهولين بمهاجمة حافلات كانت تقلّ الاريتريين المبعدين من اثيوبيا منتصف الاسبوع الماضي ما أدى إلى اصابة عدد كبير منهم ولم تشر المصادر الى هوية المهاجمين. في موازاة ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية ان الادارة الاميركية تسعى الى جمع مسؤولين من اريتريا واثيوبيا في لقاء مباشر سيكون الأول في حال حصوله منذ اندلاع الازمة الحدودية التي أدت الى حرب بينهما في أيار مايو الماضي. وقالت المصادر ل "الحياة" ان هذا اللقاء المتوقع ان يعقد نهاية الاسبوع الجاري سيكون في اطار المبادرة الاميركية الجديدة التي حملها الى المنطقة الاسبوع قبل الماضي مستشار الأمن القومي السابق انتوني ليك وناقش بنودها مع الرئيس الاريتري اساياس افورقي في اسمرا ومع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي في أديس أبابا. وعلمت "الحياة" ان الوسيط الاميركي اتفق مع طرفي النزاع على عدم تناول تفاصيل المبادرة في وسائل الاعلام او الحديث عنها حتى تحقق نتائجها المرجوة. وربط مراقبون في أسمرا اللقاء المرتقب بمغادرة وفد اريتري رفيع المستوى العاصمة الاريترية الى واشنطن اول من امس. ويضم الوفد كلاً من وزير الشؤون الخارجية هايلي ولدي تنسائي والمسؤول عن الشؤون السياسية والتنظيم في الجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة الحزب الحاكم يماني غبري آب لمناقشة المبادرة الجديدة مع المسؤولين الاميركيين. وشددت على حرص واشنطن على نزع فتيل التوتر بين البلدين. وقالت ان ليك يسعى بهدوء الى انجاح مبادرته وتقريب وجهات النظر بين الطرفين وإبعاد شبح الحرب الذي يمكن ان يؤثر على كل المنطقة. من جهة اخرى، أ ب، أ ف ب بدأ زيناوي زيارة رسمية امس لماليزيا حيث يجري محادثات تستمر خمسة ايام لتشجيع الاستثمار في بلاده وزيادة التبادل التجاري مع ماليزيا. ويرافق رئيس الوزراء الاثيوبي وزير التجارة كاساحون اييلي وعدد آخر من المسؤولين و12 من رجال الأعمال الذين استقبلهم امس رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد. وسيزور الوفد الاثيوبي منشآت صناعية عدة متخصصة في زيوت التمر ومراكز ابحاث في المطاط. وافادت مصادر اثيوبية ان زيناوي التقى قبل توجهه الى كوالالمبور الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في طوكيو وبحث معه في النزاع الاثيوبي - الاريتري على هامش مؤتمر طوكيو الدولي الثاني للتنمية في افريقيا. واضاف المصدر ان انان كرر التشديد على قرار مجلس الامن الذي وافق على مخططات السلام التي اعتمدتها منظمة الوحدة الافريقية ودعا اثيوبيا واريتريا للاستمرار في تسوية النزاع الحدودي.