انسحب سفير رواندا في أديس أبابا من وفد الوساطة الافريقية في النزاع الحدودي الاريتري - الاثيوبي. ومن المقرر أن يختتم الوفد الذي يضم سفراء كل من بوركينافاسو وجيبوتي وزيمبابوي مهمته اليوم بعد اجراء محادثات موسعة مع الرئيس الاريتري اساياس افورقي ومسؤولين اريتريين في أسمرا. واعتبر مراقبون في العاصمة الاثيوبية انسحاب السفير الرواندي من مهمة الوساطة بمثابة إرضاء لاريتريا بعد رفضها المتكرر للمبادرة الأميركية - الرواندية لحل الأزمة الحدودية بين أديس أبابا وأسمرا. وعلمت "الحياة" من مصدر ديبلوماسي أفريقي، ان افورقي قدم لوفد الوساطة كل الخرائط والوثائق التي تعتمد عليها بلاده في مطالبتها بملكية الأراضي المتنازع عليها. وفي تصعيد جديد للخلاف بين أديس أبابا وأسمرا، بدأت الاذاعة الاريترية، للمرة الأولى، أمس بث برامج باللغة الأمهرية موجهة لانتقاد الحكومة الاثيوبية. وركزت في نشرتها أمس على ما أسمته "الممارسات اللاإنسانية تجاه المواطنين الاريتريين"، وستواصل بث برامجها كل يوم ولفترة نصف ساعة. من جهة أخرى، نقلت وسائل الاعلام الاثيوبية اليوم بيان "الحركة الديموقراطية لتحرير اريتريا" المعارضة، الذي اتهم الحكومة الاريترية بأنها "تتصرف في شكل غير لائق وجنوني مع جميع جيرانها، وأن الشعب الاريتري ليست له علاقة بعدائها مع كل من السودان واليمن واثيوبيا وجيبوتي". وقال البيان ان "العداء الاريتري السافر مع جيرانه يهدف في الأساس محاصرة معارضيها في الداخل والخارج". وأكد البيان "ان الشعب الاريتري هو من سيعاني الدمار الذي سيلحق به من جراء الأخطاء التي ترتكبها حكومة الجبهة الشعبية في أسمرا". وناشد "كل الدول الصديقة والمنظمات الانسانية تقديم كل المساعدات لتخليص الشعب الاريتري من حكم الأقلية المتذمرة في اريتريا". الى ذلك، أفاد شهود في اتصال اجرته معهم وكالة "فرانس برس" أمس أن نحو 150 اريتريا من اثيوبيا نقلوا في 30 حزيران يونيو الماضي الى الحدود بين اثيوبيا واريتريا في حافلتين بناء على أوامر الحكومة الاثيوبية. وقالوا ان "الاريتريين المطرودين ذهبوا من مخيم شيغولي شمال أديس أبابا الى اريتريا وأن عدداً منهم أوقفوا واستجوبوا منذ الاحد". وطردت الحكومة الاثيوبية نحو 1200 اريتري من اثيوبيا منذ بدء النزاع الحدودي في 12 أيار مايو الماضي. ونفت اثيوبيا رسمياً شائعات مفادها أن عائلات المطرودين أجبرت على بيع ممتلكاتها خلال شهر. وقالت عائلة مطرود اريتري من اثيوبيا ان "اي اجراء كهذا لم تتخذه الحكومة"