قال مصدر ديبلوماسي في أديس ابابا إن وفداً سودانياً يضم قياديين في المعارضة السودانية بقيادة زعيم حزب الأمة المعارض السيد الصادق المهدي وصل إلى أديس ابابا لبدء وساطة بين اثيوبيا واريتريا. ويضم وفد "التجمع الوطني الديموقراطي" قائد "قوات التحالف السودانية" عبدالعزيز خالد وممثل الحزب الشيوعي تيجاني الطيب وممثلين من الحزب الاتحادي الديموقراطي و"الحركة الشعبية لتحرير السودان". وأوضح المصدر ان زيارة الوفد تهدف إلى بدء وساطة بين اديس ابابا وأسمرا في شأن الأزمة الحدودية التي نشبت في أيار مايو، واتخذ قادة المعارضة قرارات في مؤتمر القاهرة لهيئة قيادة "التجمع الوطني" السوداني بارسال الوفد. وأضاف المصدر ان الوفد السوداني أجرى محادثات مطولة مع المسؤولين الاثيوبيين مساء أمس تطرقت إلى الأوضاع الراهنة في منطقة القرن الافريقي عموماً، والأزمة الاثيوبية - الاريترية خصوصاً. وأبدى وفد التجمع قلقه الشديد ازاء الأزمة، وحض البلدين الجارين على احتواء الأزمة سلمياً. وتعتبر زيارة الوفد مكملة لرسائل بعث بها قادة الأحزاب السودانية المعارضة. وتضررت المعارضة السودانية التي تنطلق من اثيوبيا واريتريا وتقيم معسكرات داخل البلدين من الأزمة الحدودية والحرب التي نتجت عنها بين اثيوبيا واريتريا. ولم يستبعد مراقبون أن تكون زيارة وفد التجمع هدفت إلى "سحب البساط من الحكومة السودانية التي أبدت استعدادها التام لإحتواء خلافاتها مع أديس ابابا. وأشاروا إلى تقارب ملحوظ بين الحكومتين الاثيوبية والسودانية، والموقف الاثيوبي الذي استنكر الغارات الأميركية على مصنع الشفاء للأدوية، ما أدى إلى تخوف المعارضة من حدوث تقارب يوقف نشاطهم العسكري عبر الحدود السودانية - الاثيوبية. عيديد من جهة أخرى، أبدت وسائل الاعلام الاثيوبية الرسمية والمستقلة اهتماماً كبيراً بزيارة زعيم الحرب الصومالي حسين عيديد إلى اثيوبيا التي ستستغرق بضعة أيام ويجتمع خلالها مع كبار المسؤولين الاثيوبيين. وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الاثيوبية ان اللقاء يعتبر الأول من نوعه بين عيديد ومسؤولين اثيوبيين منذ عام 1995، إثر وفاة والده فارح عيديد. وأضاف المتحدث ان الجانبين اتفقا على التعامل معاً بجدية في شأن المصالحة الوطنية، موضحاً ان رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي أكد من جانبه أهمية مشاركة جميع الفصائل الصومالية في تشكيل حكومة مركزية في الصومال. وركزت محادثات الطرفين على امكانية ايجاد صيغة جديدة للتفاهم بين الطرفين وتجاوز الخلافات السابقة والاتفاق على الوسائل الممكنة التي يجب أن تتخذ في المستقبل لاستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسيفين في لقاء مع عيديد أن بلاده مستعدة لمواصلة جهودها الرامية إلى ايجاد حل سلمي وعاجل للأزمة في الصومال. وأكد المتحدث الرسمي ان النتائج التي توصل إليها اجتماعات سودري مثلت جزءاً من المناقشات بين الطرفين وان عدم مشاركة عيديد فيها كان السبب الرئيسي وراء عدم التوصل إلى النتائج المطلوبة. وزاد المتحدث ان زيارة عيديد تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وان اثيوبيا ستكثف جهودها لحل الأزمتين الصومالية والسودانية، وتوفير الأمن والاستقرار في منطقة القرن الافريقي.