اكدت مصادر ديبلوماسية غربية ل "الحياة" في اسمرا ان وفداً اميركياً جديداً برئاسة مستشار الامن القومي السابق انتوني ليك يصل اليوم الى العاصمة الاريترية حيث سيبدأ وساطة جديدة في النزاع الحدودي بين اريتريا واثيوبيا والذي بدأ في أيار مايو الماضي. وتأتي زيارة ليك بعد اتصال هاتفي اجراه مستشار الامن القومي الاميركي صموئيل بيرغر مع الرئيس الاريتري اساياس افورقي منتصف الشهر الجاري ابدى خلاله رغبة الولاياتالمتحدة البدء بمحاولة وساطة جديدة. وكانت وزارة الخارجية الاريترية اكدت في بيان ان افورقي اوضح لبيرغر في تلك المكالمة "تحفظات حكومته عن هذه المهمة" لكنه اشار في الوقت نفسه الى انه لا يمانع في استقبال الوفد. واوضحت المصادر الغربية نفسها، ان زيارة ليك الى اسمرا كانت مقررة في السادس من الشهر المقبل. وفسرت تقديمها لتتزامن مع صدور تقرير سيقدمه وفد الوساطة الافريقية بوركينا فاسو وزيمبابوي وجيبوتي الى الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم احمد سالم مطلع الشهر المقبل. وقالت المصادر نفسها ان الانتقادات التي وجهها افورقي اخيراً الى الدور الاميركي في النزاع الاريتري - الاثيوبي، "سيجعل مهمة الوفد الجديد صعبة جداً". الى ذلك غادر الملحق العسكري الفرنسي المقيم في جيبوتي المسؤول عن منطقة القرن الافريقي اسمرا اول من امس بعد زيادة لم تعلن التقى خلالها عدداً من المسؤولين الاريتريين. وجاءت زيارة الملحق الفرنسي في اعقاب انباء عن توغل قوات اثيوبية الى داخل الاراضي الجيبوتية، مما دفع بالقوات الاريترية الى الاشتباك معها في منطقة جبل موسى علي في الاسابيع الماضية وطردها الى داخل الحدود الاثيوبية، ولم يعلن اي من الطرفين تفاصيل الحادث. وذكرت مصادر مطلعة في اسمرا ان السلطات الاريترية اوضحت عبر رسائل متبادلة مع المسؤولين الجيبوتيين "ان اثيوبيا تريد الزج بجيبوتي في النزاع الجاري مع اريتريا عبر وسائل عدة مما يرمي بظلال من الشك على الدور المحايد الذي يفترض ان تلعبه جيبوتي". وكان وزير الخارجية الاريتري هايلي ولد تنسائي زار جيبوتي اخيراً وسلّم الرئيس حسن غوليد ابتيدون رسالة خطية من افورقي. ونقل وزير السياحة والبيئة الجيبوتي الى اسمرا رداً عليها. من جهة اخرى وصل الى اسمرا اول من امس اعضاء وفد الوساطة السوداني المعارض الذي يضم زعيم حزب الامة السيد الصادق المهدي وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي التيجاني الطيب وزعيم قوات التحالف السودانية العميد عبدالعزيز خالد. وكان الوفد المعروف باسم وفد "النوايا الحسنة" اجرى محادثات في اديس ابابا بعد ثلاث جولات سابقة في العاصمتين الاثيوبية والاريترية. وقالت مصادر قريبة من الوفد ان اللقاء الثاني الذي اجراه مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي الاسبوع الماضي كان "ايجابياً واحرز بعض التقدم أشمل من اللقاء الاول". ومن المنتظر ان يلتقي الوفد ايضاً الرئيس الاريتري للمرة الثانية، وذلك بعد الانتهاء من اجتماعات "التجمع الوطني الديموقراطي".