بدأت الوساطة الافريقية التي يقودها اربعة رؤساء دول مهمتها امس في كل من اديس ابابا واسمرا في محاولة صعبة قد تكون الفرصة الاخيرة لانهاء النزاع سلماً بين الجانبين، فيما استمرت التعزيزات العسكرية على طول الحدود الاثيوبية - الاريترية. وتواصلت الدعوات من دول غربية وعربية للطرفين الى "ضبط النفس" ووقف الحرب، في حين تابعت وفود اثيوبية واريترية زياراتها لعدد من العواصم في اطار حملات ديبلوماسية لكسب التأييد. وبدأ وفد القمة الافريقية الذي يضم كلاً من رئيس رواندا باستور بيزيمونغو ونائبه بول كاغامي ورئيس الدورة الحالية للقمة الافريقية رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري ورئيس الدورة السابقة رئيس زيمبابوي روبرت موغابي، ووزير خارجية جيبوتي محمد موسى نيابة عن الرئيس حسن غوليد ابتيدون رئيس الدورة الحالية للسلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف "ايغاد" والامين العام للمنظمة الافريقية سالم احمد سالم، مهمته امس في اديس ابابا حيث اجرى محادثات مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي وكبار المسؤولين في حكومته. وعلمت "الحياة" من مصدر اثيوبي ان الاجتماعات كانت مشجعة وايجابية ولقت الترحيب من الجانب الاثيوبي بعد اجتماع مغلق استمر اكثر من ساعتين. ولم يعلن القادة الافارقة اي معلومات عن محادثاتهم وغادروا الى اسمرا التي وصلوا اليها مساء واجتمعوا لدى وصولهم مع الرئيس اساياس افورقي. ولم يستبعد ديبلوماسيون في اديس ابابا نجاح وساطة الافارقة التي وجدت القبول من الجانب الاثيوبي لانها لم تكن بعيدة عن الخطة الاميركية - الرواندية والتي سبق ان رحب بها القادة الافارقة في قمتهم الاخيرة. في حين لم تعلن اريتريا رسمياً قبولها لتلك المبادرة. واكد المراقبون انه من الضروري القيام بمبادرة جديدة ترضي الطرفين وتكون بعيدة عن النقاط التي اقترحتها الولاياتالمتحدة وتنص على ان تنسحب اريتريا من المنطقة وتسلّمها الى الادارة التي كانت فيها قبل تاريخ اندلاع النزاع. ورغم الجهود الافريقية واتفاق البلدين على وقف الغارات الجوية ذكر شهود ان الحشود العسكرية ما زالت مستمرة على طول الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين بشكل ملفت، ما يدل على اصرار الجانبين على حسم خلافاتهما الحدودية عسكرياً. وأصدرت الشرطة الفيديرالية الاثيوبية بياناً امس تطالب فيه الاريتريين المقيمين في اثيوبيا وجميع اعضاء "الجبهة الشعبية الاريترية" وايضاً اعضائها السابقين وطلاب الخدمة الوطنية الإلزامية الاريترية بتسليم انفسهم الى اقرب مركز شرطة. وتواصل سلطات الامن الاثيوبية احتجاز الاريتريين المقيمين في اثيوبيا. مبارك في القاهرة، أكد الرئيس حسني مبارك تأييد بلاده لكل الجهود المبذولة بهدف حل النزاع الحدودي الاثيوبي - الاريتري بالطرق السلمية. وشدد في رسالة خطية بعث بها امس الى الرئيس كومباوري على "استحالة حل الخلافات الحدودية عن طريق السلاح". ودعا الى "التفاوض واحترام ميثاق المنظمة الذي ينص على عدم المساس بالحدود المعترف بها دوليا" الموروثة عن الاستعمار. واستقبل وزير الخارجية عمرو موسى امس رئيس الديوان الرئاسي الجيبوتي اسماعيل عمر غيلي الذي نقل رسالة من الرئيس غوليد الى مبارك تتعلق بتطورات النزاع الحدودي والجهود المبذولة لاحتوائه والتوصل الى حل سلمي. الخرطوم وفي الخرطوم، شكك وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان في مقدرة منظمة "ايغاد" على حل النزاعات القائمة بين الدول المنضوية تحت عضويتها معبراً عن اسفه لفشل المنظمة في ايجاد حل للنزاع الاثيوبي - الاريتري. وقال في تصريحات صحافية في الخرطوم ان موقف بلاده من النزاع الاثيوبي - الاريتري ثابت وهو انه لا يحقق مصلحة البلدين ويؤثر على الاستقرار في المنطقة وسيتسبب في تدفق المزيد من اللاجئين. ودعا الاردن أ ف ب امس الحكومتين الاثيوبية والاريترية الى "ضبط النفس والحكمة" لحل النزاع القائم بينهما. وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية جواد العناني في ختام محادثات مع وزير الصناعة والتجارة الاريتري علي سيد عبدالله ان "اي صراع في القرن الافريقي ينطوي على آثار امنية بعيدة المدى على المنطقة كلها". وفي الرباطقنا تسلّم العاهل المغربي الملك الحسن الثاني رسالة من الرئيس افورقي عن تطورات النزاع الحدودي ووجهة نظر اسمرا في سبل حل النزاع سلماً. وسلّم الرسالة احمد محمود شريف وزير الحكومات المحلية الاريتري أول من امس. وفي مقابل التحرك الاريتري، انهى وزير الدولة الاثيوبي عضو مجلس الوزراء موليغتيا سجد زيارة رسمية لليمن استغرقت يومين وغادرها امس بعد ان سلّم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رسالة من زيناوي تتعلق بالنزاع الاريتري - الاثيوبي.