أسمرا، أديس أبابا - "الحياة"، أ ف ب - نفت اريتريا امس رسمياً ان تكون اغلقت مينائي عصب ومصوع، متهمة اثيوبيا بأنها تقاطع المينائين من اجل محاصرتها اقتصادياً، فيما اكدت مصادر اميركية ان وساطة واشنطن بين البلدين المتجاورين في القرن الافريقي سجلت "تقدماً". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر في الوفد الاميركي الذي يقوم بالوساطة في اديس أبابا ان "تقدماً" سجل في محاولته تسوية الازمة التي يتوسط فيها ايضاً رئيس جيبوتي رئيس منظمة التنمية ومكافحة التصحر الحكومية ايغاد حسن غوليد ابتيدون الذي زار أمس واول من أمس كلا من أسمرا واديس أبابا. ومن المفترض ان يكون توجه امس الى العاصمة الاريترية الوفد الاميركي الذي يضم ديفيد دان المسؤول عن شرق افريقيا في دائرة الشؤون الافريقية وروبرت هودك السفير الاميركي السابق لدى اريتريا. وكان غوليد زار اسمرا لساعات اول من امس قبل ان ينتقل الى اديس أبابا. والتقى الرئيس اسياس افورقي وبعض المسؤولين الاريتريين. وتعليقاً على الزيارة، ابلغ وزير الخارجية الاريتري هايلي ولدي تنسائي "الحياة"، ان غوليد يواصل جهود التوسط لحل مشكلة النزاع الحدودي بين اريتريا وأثيوبيا. وقال تنسائي: "تقبلنا اهتمامه باعتباره يحظى باحترام كبير في دول ايغاد والمنطقة. واننا في الوقت نفسه نحبذ الحل في الاطار العائلي، على رغم توضيحنا ان ثمة مبادرات اخرى من الولاياتالمتحدة ورواندا ما زالت تسير عبر الاطر الديبلوماسة". وذكر الوزير الاريتري ان افورقي اقترح على غوليد "ان تعالج المشكلة من خلال ايغاد، ذلك بدعوة رؤسائها الى مؤتمر قمة او على مستوى وزراء الخارجية"، مؤكداً ان رئيس جيبوتي "ابدى ارتياحاً للاقتراح الاريتري الجديد وانه غادر الى اديس أبابا ليبلغ المسؤولين الاثيوبيين فحواه". وعن جذور المشكلة، بحسب المنظور الاريتري، قال تنسائي ان الامر يتعلق "بنقطتين اساسيتين: ان اثيوبيا ارادت قبل اندلاع النزاع تثبيت سياسة الامر الواقع، وذلك بالعمل على توطين اعداد كبيرة من الاثيوبيين في مناطق اريترية. وهذه النقطة يمكن حلها بالعودة الى الحدود الدولية والتثبت من هذا الامر بمعاونة طرف ثالث. اما النقطة الاخرى فهي المتعلقة بالاحداث التي وقعت في السادس من أيار مايو الجاري وهذه يمكن ان تخضع للتحقيق عبر طرف مستقل". وأشار هايلي الى "ان الاقتراح الاريتري الجديد يتيح لرؤساء "ايغاد" الإلمام بكل المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالأزمة والتي في ضوئها يمكن اتخاذ خطوات عملية". الى ذلك اصدرت وزارة الخارجية الاريترية امس بياناً جاء فيه "ان الحكومة الاثيوبية تتهم اريتريا باقفال موانئها امام اثيوبيا. ان الحكومة الاريترية ترفض هذه الاتهامات التي لا اساس لها من الصحة وتكرر ان موانئها لا تزال مفتوحة امام النقل البحري الدولي". وأضاف البيان "ان اثيوبيا قررت في 13 ايار مايو الجاري التوقف عن استخدام الموانىء الاريترية وتوجيه سفنها التجارية الى جيبوتي، مشيراً الى انه في اليوم نفسه اوقفت "شركة الطيران الاثيوبية" رحلاتها الى اريتريا كما خفضت في 22 ايار مايو الاتصالات الهاتفية مع هذا البلد. ورأت ان "هذه الاجراءات اتخذت لتعزيز الانذار الذي وجهته الحكومة الاثيوبية في 13 ايار/مايو والذي يهدد اريتريا باتخاذ جميع الاجراءات التي يفرضها الوضع اذا لم تنسحب اريتريا من الاراضي الاثيوبية".