اتسعت دائرة التوتر الناتج عن النزاع الحدودي بين اريتريا واثيوبيا. وأكدت مصادر عدة وشهود في كل من أسمرا وأديس ابابا ل "الحياة" ان البلدين دفعا باعداد كبيرة من قواتهما الى مناطق حدودية مُتنازع عليها. وتزامن ذلك مع رفض اثيوبيا أمس وساطة اميركية لبدء مفاوضات مع اريتريا، وذلك بعدما كانت رفضت السبت الماضي وساطة الرئيس الجيبوتي حسن غوليد ابتيدون الذي وصل امس إلى أسمرا واجتمع مع المبعوثة الاميركية سوزان رايس. وأعلنت الخارجية الاثيوبية أنها تشترط، لبدء أي شكل من أشكال التفاوض "انسحاب القوات الاريترية من الاراضي الاثيوبية من دون أي شروط". وكانت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية رايس بدأت مساعيها للتوسط في النزاع السبت الماضي في أسمرا حيث اجتمعت مع الرئيس الاريتري أساياس افورقي، ثم غادرت الى اديس ابابا التي وصلتها مساء الاحد واجتمعت مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي قبل ان تتوجه الى أسمرا مجدداً صباح امس. ومن المتوقع ان تكون عادت مجدداً إلى أسمرا مساء. وذكرت السفارة الاميركية في أديس ابابا في بيان امس: "ان زيارة رايس للتشاور مع الطرفين جاء بطلب من وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت لمناشدتهما ضبط النفس والسعي إلى حل ثنائي". وكانت الحكومة الاريترية ذكرت في بيانات عدة، أصدرتها منذ بدء النزاع الاسبوع الماضي، انها ترغب في التفاوض مع الاثيوبيين في حضور طرف ثالث أو اللجوء الى التحكيم لبت النزاع، كما اكدت انها "لم تحتل أراضي اثيوبية كي تنسحب منها". لكن يبدو ان محاولات غوليد ورايس التوسط انحصرت في الجانب الاريتري الذي اوضح موقفه من النزاع، فيما اصر الجانب الاريتري على "انسحاب اريتري غير مشروط". من المناطق الحدودية في باديمي وشيرارو شمال غربي اثيوبيا. ورافق ذلك استمرار الطرفين تعزيز قواتهما في المناطق المتنازع عليها، وشنت وسائل الاعلام الاثيوبية الرسمية حملة ضد "الاعتداء الاريتري على الاراضي الاثيوبية".