ساد هدوء امس جبهات القتال بين اثيوبيا واريتريا، في وقت يُتوقع ان يبدأ هذا الاسبوع زعماء أربع دول افريقية وساطة لحل النزاع الحدودي بين البلدين. وقال مصدر ديبلوماسي في اديس ابابا امس ان الطريق نحو حل سلمي للنزاع يضيق اكثر فاكثر وان "فريق الوساطة الاميركية - الراوندية يشعر بالاحباط". واعتبر ان وساطة البلدين مجمدة حالياً. وجاء كلام المصدر بعيد عودة نائب الرئيس الراوندي بول كاغامي الى كيغالي بعدما اجرى لقاءات لحل الازمة بين اديس ابابا واسمرا. وفي اسمرا قال الناطق باسم القصر الرئاسي يامين غيبريمسكل ان الزعماء الأفارقة سيصلون الى العاصمة الاثيوبية الخميس ثم ينتقلون الى العاصمة الاريترية الجمعة. وسيضم الوفد الذي شكلته منظمة الوحدة الافريقية رئيس بوركينا فاسو بليز كومباري بصفته الرئيس الحالي لمنظمة الوحدة ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي ورئيس جييبوتي حسن غوليد ابتيدون ورئيس رواندا باستور بزيمونغو والامين العام للمنظمة الافريقية سالم احمد سالم. ولم تسجل امس مواجهات واسعة على جبهات القتال، لكن وكالة "فرانس برس" افادت ان مئات من عناصر الميليشيات الاثيوبية وصلوا امس الى عديقرات، شمال اثيوبيا على بعد 01 كيلومترات من جبهة زالامبيسا لدعم القوات الاثيوبية. وتجمع منهم 200 جاؤوا من اقليم تيغري، مسقط رأس رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي، في مكان يبعد كيلومترين عن عديقرات. ووصل عناصر ميليشيات اخرى، غالبيتهم من المزارعين، الجمعة وسيلتحقون قريباً بجبهة القتال في زالامبيسا حيث يبدو ان الجيش الاثيوبي يستعد لهجوم. ويتواجه الجيشان الاثيوبي والاريتري منذ ثلاثة اسابيع في محيط بلدة زالامبيسا على بعد اكثر من 800 كيلومتر شمال اديس ابابا. وقصفت الطائرات الاريترية الخميس عديقرات مما ادى الى مقتل اربعة مدنيين وجرح 21 آخرين. وهذه ثاني غارة للطائرات الاريترية بعد اسبوع على هجوم استهدف ميكيلي كبرى مدن شمال اثيوبيا، وعاصمة اقليم تيغري على بعد 775 كلم شمال اديس ابابا وادى الى مقتل 49 شخصاً في الخامس من الشهر الجاري. ونفت الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي امس توقف المناوشات الحدودية بين اثيوبيا واريتريا منذ الغارة الاريترية على مدينة عديقرات الخميس. واضافت ان اريتريا اجرت سبع دورات تدريبية عسكرية للاريتريين في السنوات السبع الماضية، وان بعض هؤلاء يعيش في اثيوبيا. وقالت ان الحكومة الاثيوبية "تحقق" حالياً مع هؤلاء الاريتريين خشية قيامهم ب "اعمال تخريبية". واشارت الى ان عدد الاريتريين المقيمين في اثيوبيا حوالى 130 ألفاً فقط وليس كما ورد في البيان الحكومي اول من امس الذي أفاد ان عددهم يفوق نصف مليون. وعلمت "الحياة" من مصدر جيبوتي رفيع المستوى ان جيبوتي تخشى ان تمتد الازمة بين اثيوبيا واريتريا الى "بعض دول الجوار". واكد ان جيبوتي لم تنحاز الى طرف ضد طرف آخر "بدليل انها اول من بادر الى التوسط بين اثيوبيا واريتريا لحل الازمة الحدودية بالطرق السلمية". وزاد ان جيبوتي نشرت قوات على حدودها مع اثيوبيا "تخوفاً من ان تمتد الاشتباكات الى الاراضي الجيبوتية مثلما حصل في 1991 عندما دخلت القوات الثورية الاثيوبية لاطاحة النظام السابق". وفي القاهرة يلتقي الرئيس حسني مبارك اليوم وزير خارجية اريتريا هايلي ولد تلساي ويتسلم منه رسالة من الرئيس اساياس افورقي. وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة قام بها وزير خارجية اثيوبيا سيوم مسفين لمصر اول من امس وسلّم خلالها مبارك رسالة من رئيس الحكومة ملس زيناوي. وقال وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى ان القاهرة تؤيد جهود الوساطة التي قبلها الطرفان وتدعم جهود منظمة الوحدة الافريقية. في غضون ذلك حظيت مبادرة رئيس الوزراء السوداني السابق زعيم حزب الامة السيد الصادق المهدي بتأييد رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني، اذ وجه الأخير نداءً الى زيناوي وافورقي حضهما فيه على وقف القتال العسكري و"تحكيم العقل للوصول الى حل عادل وعاجل للخلافات وفتح حوار مباشر". وأرسل المهدي امس نص المبادرة الى زيناوي وافورقي عبر سفارتي اثيوبيا واريتريا في القاهرة، وسلم نسخة الى الميرغني الذي عقد اجتماعاً للمكتب التنفيذي للحزب الاتحادي بحث في تفاصيل المبادرة واعلن تأييده لها. وتتضمن المبادرة تشكيل "لجنة للمساعي الحميدة" تضم ممثلين عن دول افريقية وعربية بينها مصر تجري اتصالات بين الجانبين بعد التوصل الى اتفاق لوقف النار. ووصل الى القاهرة فجر امس 124 اجنبياً، لا سيما من الفيليبينيين والكوريين الجنوبيين والهولنديين الذين فروا من اسمرا. وفي اسمرا أكد بيان نشرته امس وكالة الانباء الاريترية ان الحكومة الاثيوبية تبعد "آلاف الاريتريين من اثيوبيا وتطرد آلاف آخرين من عملهم". وأضاف البيان: "تم استدعاء العديد من الاشخاص الى مراكز الشرطة حيث ابلغوا بأمر مغادرة البلاد خلال 48 ساعة". وفي طرابلس ا ف ب قال مصدر رسمي ان الرئيس اساياس افورقي بعث برسالة الى العقيد معمر القذافي اكد فيها رغبته في حل النزاع مع اثيوبيا في اطار "افريقي اخوي".