نفت مصادر رسمية في مدريد ان يكون رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار يعتزم قريباً زيارة مليلية التي تحتلها اسبانيا. وقال مدير ديوان رئيس الوزراء في رسالة الى رئيس الحكومة المحلية في مليلية انريكي بالاسيوس: "يستحيل عليه اثنار في الوقت الراهن تحديد موعد لتلبية الدعوة". لكنه لم يستبعد ان يقوم بذلك في وقت لاحق. ورد رئيس الحكومة المحلية بأن اثنار "لا يريد على ما يبدو زيارتنا". وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان لا يقدم اثنار على زيارة المدينة كون الخطوة تسيء الى العلاقات المغربية - الاسبانية التي يحاول البلدان تجنيبها مضاعفات أي تدهور بسبب خلافهما على مستقبل المدينتين. وكان وزير العلاقات المغاربية والعالمين العربي والاسلامي السيد عبدالسلام زنيند أكد أمام مجلس النواب أول من أمس ان بلاده تقوم بمحاولات عدة لإقناع اسبانيا بشرعية المطالب المغربية. وأضاف: "ان المغرب لن يهدأ له بال إلا إذا استرجع مدينتي سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما". انعكاسات الزيارة ويرى اكثر من مراقب ان عدم زيارة رئيس الوزراء الاسباني مليلية في الوقت الراهن، على رغم ضغوط لوبيات عدة تسعى الى استخدام الزيارة لتكريس الواقع في المدينتين، يشير الى نوع من التفهم لدى سلطات مدريد للانعكاسات التي يمكن ان تنتج عن هذه الزيارة. وكان لافتاً ان العاهل الاسباني خوان كارلوس التزم الموقف نفسه العام الماضي، إبان الاحتفال بالذكرى الخمسمئة لاستعمار المدينتين. كما أن أي مسؤول حكومي رفيع المستوى من السلطة المركزية في مدريد لم يزر هذه الجيوب، عدا ما يتعلق بالإجراءات ذات الطابع الأمني أو قيام نواب في البرلمان الاسباني بزيارة المدينتين. لكن ذلك لم يحل دون تعزيز السلطات الاسبانية وجودها العسكري في المنطقة، وإن كان تحت شعار مكافحة الهجرة غير المشروعة. وزاد الجدل في الفترة الأخيرة بين مسؤولين في السلطة المركزية في مدريد والحكومة المحلية في المنطقة في شأن عزم اسبانيا على تنفيذ اجراءات تطول منح المدينتين حكماً ذاتياً. حركات الهجرة الى ذلك زادت حركات الهجرة والتسلل نحو المدينتين في الفترة الأخيرة على رغم تشديد الرقابة عبر إقامة حزام أمني حول المعابر المؤدية الى المدينتين. وتعزو الأوساط هذا التزايد الى صعوبة مراقبة الحدود، وتحركات شبكات مختصة تعمل في نطاق تهريب المهاجرين غير الشرعيين في مقابل مبالغ مالية، إضافة الى تأثير الوضع الداخلي في الجزائر، كون مناطق الحدود المشتركة مع المغرب عرفت في الفترة الأخيرة حركة تمشيط ومواجهات بين قوات الأمن والمتطرفين الاسلاميين. يذكر ان رئيس الوزراء الاسباني زار المغرب في أول جولة له خارج اسبانيا منذ فوز الحزب الشعبي بالغالبية في الانتخابات الأخيرة. وانعقدت في الرباط اجتماعات اللجنة العليا المشتركة لدرس ملفات التعاون. ومن المقرر ان يقوم ولي العهد المغربي الأمير محمد بزيارة رسمية الى مدريد في الخريف المقبل.