بددت زيارة وزير الخارجية الاسباني ابيل ماتوتيس للرباط سحب الخلافات القائمة بين المغرب وإسبانيا، وأفسحت في المجال امام مبادرات جديدة الارجح ان يعمد رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه ماريا ازنار الى طرحها على المسؤولين في المغرب خلال زيارته المرتقبة في آذار مارس المقبل. وأعطت زيارة ماتوتيس التي استقبله خلالها العاهل المغربي الحسن الثاني، الامل في انقشاع التوتر الذي خيم على اجواء البلدين بعد سلسلة احداث خلّفت موجة استياء في الرباط، كان آخرها اعلان رئيس الديبلوماسية الاسبانية عن انضمام اسبانيا الى الجهاز العسكري لحلف شمال الاطلسي يجعل قيادة للحلف في المنطقة، التي تتولاها مدريد، تشمل مدينتي سبتة ومليلية وجزر الخالدات. ورفضت الاوساط المغربية هذا الطرح واعتبرته تجاهلاً لمطالب المغرب المتكررة بمدينتي مليلية وسبتة المحتلتين شمال البلاد. وزاد في تسمم الاجواء ان ذلك التصريح جاء متزامناً مع زيارة قامت بها لجنة من البرلمان الاسباني الى مدينة سبتة لتفقد اوضاع المهاجرين غير الشرعيين هناك، كما ان السلطات الاسبانية عززت وجودها العسكري في المدينتين في ذلك الوقت وهو ما فتح الباب امام تكهنات باحتمال وقوع مواجهة ديبلوماسية بين البلدين. الا ان مدريد قالت ان الوجود العسكري في مليلية وسبتة محاولة للحد من المهاجرين وليس لأغراض اخرى قد تعرض امن المنطقة الى الخطر. وكانت زيارة بعض قيادات جبهة "بوليساريو" الى اسبانيا كذلك اثارت رد فعل غاضباً في المغرب نظراً الى تأثير ذلك على تطورات قضية الصحراء الغربية والاعداد لاستفتاء تقرير المصير. وجاءت تصريحات رئيس الديبلوماسية الاسبانية ماتوتيس مطمئنة اذ اكد ان بلاده لا تفكر بأي شكل من الاشكال في التدخل في تطورات خطة التسوية الدولية في الصحراء. وقال ان اسبانيا "بوصفها قوة استعمارية سابقة في الصحراء فهي في وضع يقتضي منها على الخصوص احترام اتفاقات هيوستن". وتترقب الاوساط المغربية زيارة رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه ماريا ازنار الى المغرب والتي ستكون مناسبة للبحث في ملفات معقدة وشائكة على رأسها ملف الصيد البحري في ضوء قرار المغرب تعليق العمل باتفاق الصيد الساحلي المبرم بين بلدان الاتحاد الأوروبي الذي تنتهي صلاحيته الشهر المقبل، اضافة الى قضايا الهجرة والمساعي المبذولة للحد من تدفق المهاجرين الافارقة الذين يتخذون من الأراضي المغربية محطة للعبور نحو شبه الجزيرة الايبيرية.