اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس في ختام القمة الفرنسية - الافريقية التي سيطرت على اعمالها ازمة البحيرات الكبرى عن التزام تم التوصل اليه بين اطراف النزاع لتوقيع اتفاق لوقف النار، قبل اجتماع منظمة الوحدة الافريقية في اوغندا في 17 و18 كانون الاول ديسمبر المقبل. وقال شيراك خلال مؤتمر صحافي حضره الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان والامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم احمد سالم، انه بعد النقاشات التي شهدتها الجلسة العامة، عقد على هامش القمة صباح امس اجتماع استمر ساعات عدة وسط "جو ايجابي اتسم بالتوتر، لكنه لم يكن عدائياً". واضاف شيراك ان الاجتماع ضم انان وسالم، وكل الاطراف المعنية بالنزاع في منطقة البحيرات الكبرى، وان الامين العام للامم المتحدة حصل خلاله على تعهدات من مختلف الاطراف بالعمل على انهاء النزاع "المؤلم والعبثي". وتابع ان المجتمعين أبدوا استعدادهم لوقف النار، وان اتفاقاً بهذا الشأن بدأ العمل على اعداده، وسيوقع قبل اجتماع منظمة الوحدة الافريقية في واغادوغو. واشار شيراك الى ان اوغندا عبّرت عن رغبتها في توفير الامن على حدودها وطالبت بضمانات في هذا الشأن، وان الاطراف الاخرى أبدت استعدادها لذلك، في حال انسحاب القوات الاوغندية والرواندية من جمهورية الكونغو. وتابع شيراك ان رئيس الكونغو لوران ديزيريه كابيلا عبّر عن التزامه الديموقراطية والانفتاح على وجهات نظر الآخرين، وان انان وسالم سيواصلان جهودهما لوضع حد للمأساة. وعلى رغم ان فرنسا كان ترغب في اعطاء الاولوية في مناقشات القمة لقضايا الامن في القارة الافريقية، فقد انحرفت المناقشات نحو ازمة البحيرات في حين طغى وجود كابيلا على سواه من الرؤساء الافارقة المشاركين وعددهم 34 رئيساً. ووقعت مشادات كلامية بين رئيس زيمبابوي روبيرت موغابي وكابيلا من ناحية، ورئيس اوغندا يوري موسيفيني ورواندا باستور بيزيمونغو من جهة اخرى، وتدخل الرئيس المصري حسني مبارك داعياً الى احالة هذا النقاش الى مكان آخر، على هامش الجلسة. وتقرر في اعقاب ذلك ان يتولى انان اجراء اتصالات باطراف النزاع سعياً لتقريب وجهات نظرها، فانعقد الاجتماع الصباحي الذي جاءت نتيجته ايجابية. في غضون ذلك ابدت مصر خلال القمة استعدادها للقيام بوساطة على صعيد النزاع القائم بين اثيوبيا واريتريا، ربما بتشجيع من الجانب الفرنسي الذي اعطى الانطباع بأنه غير راغب بالتورط في حل النزاعات الافريقية وترك هذه العملية للاطراف المحلية. وبالنسبة لمسائل الامن الافريقي، التي كانت موضع مداخلات مطولة من قبل المشاركين في القمة، قال مصدر فرنسي مطلع انها بلور نوعاً من الاجماع بين المشاركين حول ضرورة انشاء قوة افريقية تتولى حفظ السلام فلا تكون قوة تدخل