وقع رؤساء الدول المشاركون في اول مؤتمر دولي حول البحيرات العظمى امس السبت بيانا مشتركا تعهدوا فيه أن يجعلوا هذه المنطقة التي تعتبر من اكثر المناطق اضطرابا في العالم، واحة سلام وامن دائمين. وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان رؤساء الدول ال 14 المجتمعين منذ الجمعة وقعوا البيان خلال حفل رسمي في دار السلام، عاصمة تنزانيا الاقتصادية. كذلك وقع البيان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان والرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجو الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي. وقال عنان ان الاعلان المتعلق بالسلام والامن والديموقراطية والتنمية في منطقة البحيرات العظمى هو خطوة مهمة نحو السلام، مشيرا الى ان تطبيقه سيكون الاختبار الحقيقي. وتابع اليوم نستطيع ان نرى مستقبلا افضل على المدى القريب. لكنه حذر خلال مؤتمر صحافي من ان الاختبار الحقيقي يبدأ الان مع العمل على تطبيق هذه الرغبة في السلام. ومن المقرر عقد مؤتمر دولي ثان حول هذه المنطقة في حزيران يونيو 2005 في نيروبي للنظر في تطبيق اعلان النوايا هذا والتوصل الى ميثاق حقيقي يربط بين جميع دول المنطقة. وقال انان في كلمة اختتم بها القمة ان هذه ليست النهاية. وليست نهاية البداية بل هي بداية البداية. وينص اعلان دار السلام بصورة خاصة على منع اي دعم مباشر او غير مباشر، اي تسليم اسلحة او اي شكل آخر من المساعدة للمجموعات المسلحة الناشطة في المنطقة ومنع المجموعات المسلحة من شن اعمال عدوانية او اعمال تخريب انطلاقا من اي ارض على دول اعضاء أخرى. ولا يذكر النص اي مجموعة تحديدا، لكنه يستهدف بصورة رئيسية المتمردين الهوتو الروانديين والبورونديين الذين يسعون انطلاقا من شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية التي يسودها الاضطراب، لزعزعة استقرار نظامي كيغالي وبوجمبورا. وينص البيان ايضا على وجوب وضع اطار امني اقليمي لمنع وقوع النزاعات وادارتها وتسويتها بالطرق السلمية. وجمعت القمة كل اطراف النزاع الاقليمي الذي دار في جمهورية الكونغو الديموقراطية بين 1998 و2003 واسفر بصورة مباشرة وغير مباشرة عن سقوط ثلاثة ملايين قتيل. وقد حضرها بصورة خاصة رؤساء جمهورية الكونغو الديموقراطية جوزيف كابيلا ورواندا بول كاغامي واوغندا يوئيري موسيفيني. وساندت كيغالي وكمبالا بشكل ناشط حركات التمرد الكونغولية ضد سلطات كينشاسا وارسلت حتى قوات الى هذا البلد. وبدأت جمهورية الكونغو الديموقراطية عملية انتقال حساسة من المتوقع ان تقود الى انتخابات عامة مقرر اجراؤها عام 2005. وتجري عملية مماثلة في بوروندي التي تخرج بصعوبة من حرب اهلية استمرت 11 عاما. كذلك تعهد رؤساء دول المنطقة بعبارات عامة بتشجيع الديموقراطية وحسن الادارة والتنمية الاقتصادية والتكامل الاقليمي وتسوية المسائل الانسانية والاجتماعية في المنطقة.