أكدت مصادر سودانية امس ان الرئيسين عمر البشير ولوران ديزيريه كابيلا اتفقا خلال زيارة الأخير للخرطوم أول من أمس على تنسيق المواقف ازاء "الإستهداف الخارجي" لبلديهما والتورط الأوغندي بالنزاعين في جمهورية الكونغو الديموقراطية والسودان. وتعتبر زيارة كابيلا للسودان السبت الماضي التي استمرت يوماً، الثالثة منذ توتر الأوضاع في الكونغو وهجوم المتمردين الذين تدعمهم رواندا وأوغندا في شرق زائير. وتداول الرئيسان في العلاقات الثنائية والوضع المتأزم في الكونغو وتصاعد حدة المواجهة في جنوب السودان المتاخم لأوغندا والكونغو. واتفق الطرفان على ضرورة إزالة التوتر والاضطرابات في منطقة البحيرات الكبرى باعتبارها عاملاً يؤدي الى زعزعة الأمن في المنطقة، وطالبا الدول المعنية بالعمل لنزع فتيل الحرب. وزار كابيلا السودان الشهر الماضي للمرة الأولى منذ استيلائه على السلطة، ثم كرر الزيارة بداية الشهر الجاري، لكنها كانت سرية. ويرى مراقبون ان كابيلا يعتقد ان الخرطوم هي في مقدم العواصم قدرة على دعمه باعتبار ان العدو الذي يواجهه هو ذاته الذي يستهدف السودان. لكن الخرطوم تنفي ان تكون قد قدمت دعماً عسكرياً لكابيلا، وتقر بدعم سياسي، وتعتبر حكومة كينشاسا شرعية وان على الأسرة الدولية دعمها في ظل التهديدات الخارجية. وقال وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني بكري حسن صالح في تصريحات نقلتها اذاعة أم درمان ان البشير وكابيلا بحثا في سبل مواجهة "الغزو الاوغندي - الرواندي" لجمهورية الكونغو الديموقراطية. وأضاف ان كابيلا "حيّا الدول الافريقية التي تدعم بلاده في حين أكد البشير تأييده الكونغو الديموقراطية وإدانته الغزو ومعارضته تدخل أي بلد في الشؤون الداخلية للبلد الآخر". وذكر صالح ان السودان والكونغو الديموقراطية يعتبران ان "النظام الاوغندي يشكل تهديداً للأمن في المنطقة"، وانهما بحثا في "تدخل هذا النظام وغزوه ولاية شرق الاستوائية" في أقصى جنوب السودان. وتابع صالح ان كابيلا والبشير دعيا الى عمل افريقي مشترك "لإزالة كل اسباب التوتر في المنطقة وحل النزاعات الداخلية عن طريق الحوار". وأوضحت الاذاعة ان كابيلا الذي تفقد بقايا مصنع "الشفاء" في شمال الخرطوم، الذي دمرته صواريخ اميركية في 20 آب اغسطس الماضي، وصف الاعتداء بأنه "عمل اجرامي"، وطالب الولاياتالمتحدة بتقديم تعويضات للسودان.