استقبل وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين امس نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز قبل عودته الى بغداد. وقالت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الفرنسية آن غازو - سوكريه ان فيدرين اكد ان "المراجعة الشاملة" للملف العراقي، التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، لا يمكن ان تتم الا بعد ان يلغي العراق قراره تعليق التعاون مع اللجنة الخاصة اونسكوم الذي اعلنه في 5 آب اغسطس الماضي. وتابعت ان فيدرين اصرّ على ان استئناف التعاون مع فرق التفتيش شرط مسبق لأي تقدم بالنسبة الى علاقات العراق مع الأممالمتحدة، وأوضح للوزير العراقي "ان التعاون الكامل بين العراق واللجنة الخاصة والوكالة الدولية للطاقة الذرية وحده يسمح على المدى القصير برفع الحظر النفطي عن العراق" بموجب الفقرة 22 من القرار 687. وذكرت ان الوزير الفرنسي عبّر عن ارتياحه الى مبادرة انان والتقدم الذي حصل اخيراً للخروج من الوضع الذي نشأ بعد قرار العراق وقف التعاون مع اللجنة الخاصة، اي ان فكرة المراجعة الشاملة قُبلت من مجلس الأمن، وأن الكرة الآن في الملعب العراقي الذي عليه ان يعلن الغاء قراره. ونسبت إلى طارق عزيز قوله انه سيبلغ الرئيس صدام حسين نتائج محادثاته، وجدد تأكيد العراق استعداده للتعاون مع الأمين العام. ونقلت مصادر ديبلوماسية عن طارق عزيز قوله ان أُسس "المراجعة الشاملة" التي طرحها أنان تبدو مقبولة، وانتقد رئيس اللجنة ريتشارد بتلر ووصفه بأنه غير صادق. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية ان العراق يضع شرطاً لمعاودة التعاون مع اللجنة المكلفة التحقق من نزع السلاح، يقضي ببدء مجلس الأمن المراجعة الشاملة فور استئناف بغداد التعاون مع اللجنة، وألا تكون هناك فترة زمنية لبدء المراجعة، علماً ان الموقف الاميركي يقوم على تحديد فترة 8 اسابيع لتختبر اللجنة نيات السلطات العراقية، فيما الموقف الفرنسي يفضل تحديد فترة زمنية معقولة تراوح بين 10 أيام و15 يوماً لاستئناف مهمات اللجنة الخاصة ووكالة الطاقة الذرية قبل بدء المراجعة الشاملة للملف العراقي في مجلس الأمن. الى ذلك شرح فيدرين لطارق عزيز هدف الاجتماع الاستثنائي الذي طالبت فرنسا بتلر بعقده على مستوى خبراء دوليين لمناقشة نتائج التحليلات المتناقضة التي اجريت في مختبرات اميركية ومختبر فرنسي وآخر سويسري على رؤوس صواريخ عراقية، لتحديد ما اذا كانت تحمل آثار غاز الاعصاب "في. اكس". ويتوقع ان يعود نائب رئيس الوزراء العراقي الى باريس في طريقه الى نيويورك مجدداً قبل نهاية الشهر او مطلع الشهر المقبل.