بغداد، موسكو، باريس - "الحياة"، أ ف ب - وسط أجواء تصعيد في بغداد، التي أعلنت "تعبئة" وشهدت تظاهرات معادية للولايات المتحدة، وصل الى العراق رئيس لجنة الاممالمتحدة لنزع اسلحة الدمار الشامل أونسكوم ريتشارد بتلر الذي اتخذ موقفاً متشدداً بأن رفض المهلة التي هدد الرئيس صدام حسين بتحديدها لانجاز مهمة اللجنة وانهاء العقوبات الدولية. واتهم بتلر ضمناً العراقيين بأنهم يتجسسون على المفتشين. وفي غضون ذلك أعلنت فرنساوالصين تأييدهما لموقف "أونسكوم" المطالب بأن يسمح العراق للمفتشين الدوليين بدخول مواقع يشتبهون بأنها قد تحوي اسلحة محظورة أو وثائق تتعلق بها. تفاصيل أخرى ص5 ونقلت وكالة "فرانس برس" عن بتلر اعلانه، في اثناء مؤتمر صحافي عقده في بغداد، أنه سيطلب من المسؤولين العراقيين توضيحات في شأن المهلة التي هدد صدام بتحديدها. وأضاف رئيس "أونسكوم"، الذي عقد لاحقاً اجتماعاً مع نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز: "سأطلب منهم توضيحات حول ذلك ولا أدري متى يبدأ العد العكسي" لهذه المهلة. وأضاف ان "عملنا يمكن ان ينجز بسرعة إذا أظهر العراق تعاوناً كاملاً"، مضيفاً "انه سينتهي عندما ينتهي". واعتبر ان تحديد مهلة سيكون "اعتباطياً ولن يكون له معنى عملياً". ووصف بتلر الوضع الحالي بأنه "جدي"، وأعرب عن أمله في "دفع الجانب العراقي الى الاستجابة لمطالب مجلس الامن" الذي يطالب بالسماح بدخول المفتشين الدوليين الى كل المواقع العراقية من دون شروط، بما في ذلك القصور الرئاسية التي تمنع بغداد المفتشين من دخولها. وعن القصور قال بتلر: "علينا ايجاد وسائل تظهر احترامنا للسيادة والكرامة والامن الوطني للعراق، لكن هذا لا يمكن ان يتم بالمساس بمبدأ حرية الدخول الى كل المواقع". وأبدى استياءه من الجدال في شأن تركيبة فرق اللجنة الخاصة التي تتهمها بغداد بالخضوع لهيمنة الولاياتالمتحدة وبريطانيا، وقال في هذا الصدد: "آسف لهذه الدرجة من اضفاء طابع شخصي على الأمر، فنحن نختار افضل المفتشين"، لكنه اضاف: "في المستقبل ربما ننظر مليا في جنسياتهم". وأشار المسؤول الدولي، الذي اصطحب معه مفوضين في اللجنة الخاصة من الصين وكندا وايطاليا، الى انه سيتطرق في محادثاته مع طارق عزيز الى شكوك اللجنة الخاصة من كون العراقيين يبدون دائماً على اطلاع مسبق على عمليات التفتيش المفاجئة التي تقوم بها لجان التفتيش. الصين من جهة أخرى، قال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية ان وزير الخارجية الصيني كيان كيتشين أبلغ أمس نظيره البريطاني روبن كوك ان بكين تؤيد موقفا متشددا تجاه العراق. واضاف: "ليس هناك تعاطف مع موقف صدام حسين". ونقلت عنه وكالة "رويترز" انه أكد خلال اجتماع طويل مع كوك، الذي وصل الى بكين أمس في زيارة تستمر يومين، أنه يجب التركيز على الديبلوماسية لحل احدث أزمة حول عمليات التفتيش عن الاسلحة. واستطرد الناطق ان كيان اوضح ان العراق يجب ان يلتزم قرارات مجلس الأمن وأعطى انطباعاً بضرورة اتخاذ "موقف متشدد" تجاه بغداد. في باريس اعلنت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آن غازو سوكريه امس ان بلادها تأمل في ان "يوافق العراق على التعاون كليا" مع "أونسكوم" وتفادي اللجوء الى القوة. واضافت خلال المؤتمر الصحافي الذي يعقد يومياً: "لا بد للعراق ان يدرك انه للوصول الى مخرج من النفق، أي رفع العقوبات عنه، ان يتفق مع ريتشارد بتلر رئيس اللجنة حول سبل التعاون معها واحترام تعهداته الدولية". وذكر نائب وزير الخارجية الروسي فيكتور بوسوفاليوك، امس الاثنين، ان اللجنة الدولية المكلفة ازالة اسلحة الدمار الشامل في العراق "تفاعلت ايجابياً من حيث المبدأ" مع اقتراح روسي بمشاركة طائرات من بلدان عدة في القيام بتحليقات فوق العراق. وقال في تصريحات الى وكالة "انترفاكس" ان الحديث "سيبدأ ليس عما اذا كان الاقتراح سيؤخذ به ام لا بل عن كيفية تطبيقه". وأوضح بوسوفاليوك ان تنفيذ المقترحات الروسية لا يعني وقف تحليق طائرات "يو 2" الاميركية بل مشاركة طيران "دول اخرى" في عمليات الرقابة الجوية، وذكر ان وضع المقترح قيد التنفيذ "ليس مسألة اشهر" بل انه قد يتم في فترة اقرب.