يثير التقارب بين «القائمة العراقية» و «التحالف الكردستاني» تكهنات حول مستقبل المفاوضات الجارية لتفعيل»اتفاق أربيل» بعد اتساع دائرة المعارضة لرئيس الحكومة نوري المالكي المتهم بعرقلة الاتفاق. وكان زعيم «العراقية» اياد علاوي بحث أول من أمس مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في الوضع السياسي وتطوير العملية السياسية. وأكد الطرفان تفعيل اتفاق أربيل. وقال القيادي في «العراقية» حامد المطلك ل «الحياة» إن «لقاء علاوي بارزاني جاء نتيجة تقارب المواقف من الأوضاع العامة في البلاد، خصوصاً ما يتعلق بتنفيذ اتفاق أربيل الذي نرى أن المالكي تنصل من تطبيقه». وأشار الى أن «توحيد المواقف في هذه المرحلة ضرورة لوضع النقاط على الحروف وإفهام رئيس الحكومة أنه لم يحقق شيئاً من وعوده للأطراف المشاركة في الحكومة». ولم ينف المطلك مناقشة سحب الثقة من حكومة المالكي في حال وصول المفاوضات معه الى طريق مسدود، وأوضح أن «هذا أحد الخيارات، فلا يمكن أن نستمر في المفاوضات الى ما لا نهاية وسنسلك كل طريق ممكن لتحقيق الشراكة التي نريد أو إنهاء الوضع القائم». وحذرت كتلة «التحالف الكردستاني» من «التفرد بالسلطة والمركزية»، وشددت على أن الحكومة «لا يمكنها العمل من دون مشاركة الأكراد». وأكدت النائب عن التحالف آلاء طالباني أن «كتلتها ستلجأ الى تحالفات جديدة أو الى تغيير خريطة التحالفات في حال لم تنفذ بغداد الاتفاقات». وأضافت:»أعطينا فرصة لجميع الكتل لإعادة النظر في الاتفاقات وعدم التنصل». وأشارت إلى «أننا سنعلن كل هذه الاتفاقات لبيان تراجع الجهات السياسية عنها». وأثارت الخلافات حول مسودة «قانون النفط والغاز» أزمة بين الحكومة المركزية والأكراد الذين اعترضوا عليها وطالبوا المالكي بتنفيذ وعوده لهم وبتنفيذ قائمة مطالب، أبرزها تطبيق المادة 140 من الدستور الخاصة بمحافظة كركوك، فيما تطالب «العراقية» المالكي بتنفيذ بنود اتفاق أربيل وفي مقدمها تشكيل مجلس السياسات العليا وتحقيق الشراكة في الحكم. واعتبر عضو «ائتلاف دولة القانون» شاكر الدراجي، أن «تصريحات بعض النواب عن عزمهم سحب الثقة من الحكومة، لا يؤثر في التحالف وهو مجرد بالونات إعلامية». وأشار الى أن «المشاركين في العملية السياسية يتفقون اليوم ويفترقون غداً وهذا شي طبيعي». ومعروف أن كتلتي علاوي والتحالف الكردستاني غير قادرتين على سحب الثقة من حكومة المالكي، فمجموع أصوات علاوي 80 صوتاً، وعدد نواب التحالف الكردستاني 53، فيما يتطلب سحب الثقة 215 صوتاً. ولم ينجح علاوي بإقناع التيار الصدري (40 مقعداً) بالانضمام إلى المطالبة بسحب الثقة، وأظهرت اجتماعات «التحالف الوطني» داخل العراق وخارجه تماسك التحالف (الشيعي)، وتمسكه بالحكومة. ويبدأ وفد الحكومة الكردية اليوم برئاسة برهم صالح محادثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي حول عدد من القضايا السياسية والاقتصادية ومتابعة ما تم تنفيذه من اتفاق.