شهد الوسط السياسي العراقي خلال اليومين الماضيين سلسلة اجتماعات لتطويق الازمة التي نشبت اخيراً بين اقليم كردستان والحكومة في بغداد. وفيما دعت كتلة «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي القادة الاكراد الى «الابتعاد عن التصعيد الاعلامي والجلوس إلى طاولة المفاوضات لحل القضايا العالقة»، اعتبرت كتلة «التحالف الكردستاني» تحقيق المالكي مطالب الاقليم «فرصته الاخيرة للحفاظ على التحالفات». وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني طالب الحكومة بسحب قانون النفط والغاز الذي يحد من صلاحيات الاقاليم والمحافظات. وقال النائب عن «دولة القانون» خالد الاسدي ل»الحياة» ان «المطالب التي اعلنها الاكراد لم تكن ضمن الاتفاقات السياسية المكتوبة خصوصاً اتفاق اربيل الذي جاء على شكل عموميات ولم يتطرق الى التفاصيل». واشار الى ان «بعض المطالب غير دستورية مثل اعتبار البشمركة تابعة للحكومة الاتحادية فقط من ناحية التمويل على ان تبقى قيادتها في الاقليم. وهناك مطالب يمكن تحقيقها من خلال الحوار والمفاوضات لا من خلال التصعيد الاعلامي والتهديد بالانسحاب من التحالفات القائمة». واضاف الاسدي: «نعتقد بأن ما يجري من تصعيد هو لتحقيق المطالب والتهديدات غير جدية لان تحالفنا مع الاكراد تاريخي واستراتيجي ولا يتاثر بالمشكلات الحالية». من جهتها، اعلنت الكتلة الكردية نيتها تسليم قائمة المطالب الى المالكي الاسبوع الجاري واعتبرت ان تحقيقها يمثل «فرصته الاخيرة للحفاظ على التحالفات القائمة». وقال الناطق باسم «التحالف الكردستاني» مؤيد طيب ل»الحياة» ان «المطالب هي ذاتها التي اعلنتها قبل مواقفتها على الاشتراك في الحكومة وابرزها تنفيذ المادة 140 من الدستور وتحقيق الشراكة في صوغ القوانين ومنها قانون النفط والغاز». واضاف: «في حال عدم تنفيذ المطالب الكردية سنتجتمع مجدداً لمناقشة الخيارات الاخرى فلا يمكن ان يبقى الوضع على ماهو عليه طويلا». من دون ان يوضح ما اذا كان احد هذه الخيارات هو الانسحاب من الحكومة. واعتبر طيب ان «ائتلاف رئيس الوزراء «دولة القانون» قد تنصل من الاتفاقات السابقة ومصير حكومته مرتبط بتنفيذ الاتفاق والتزام الدستور والتوازن في دوائر الدولة والمجلس الوطني للسياسات وقانون النفط والغاز والبيشمركة». وتوقع ان تكشف الاجتماعات واللقاءات المواقف النهائية للاطراف. ومن المنتظر ان يعقد رئيس الجمهورية جلال طالباني والمالكي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي أجتماعاً لتدارك الازمات السياسية والامنية التي نشبت اخيراً. وكان طالباني والمالكي عقدا مساء الجمعة اجتماعاً بحثا خلاله في المشكلات القائمة و»تقوية التحالفات بين الكتل وأهمية زيارة وفد حكومة إقليم كردستان بغداد». في هذه الاثناء، وصل السفير الاميركي لدى العراق جيمس جيفري امس الى اربيل وبحث مع بارزاني في الازمة الراهنة في محاولة اميركية لتهدئة الموقف بين بغداد واربيل. وأفاد بيان لرئاسة الاقليم ان جيفري وقائد القوات الاميركية في العراق الجنرال لويد اوستن «تطرقا في اجتماعهم مع رئيس الاقليم الى نتائج المفاوضات بين الحكومتين العراقية والاميركية في مسألة بقاء القوات وتطرقا الى وجهات نظر القوى والاطراف السياسية في هذه المسألة».