تتصاعد وتيرة عقد الاجتماعات في وقت تباينت الاهتمامات ما بين تسريع خطوات سحب الثقة عن حكومة المالكي وفقا لمواقف مشتركة بين رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، مقابل اجتماعات أخرى تجري في بغداد والسلمانية يرعاها رئيس الجمهورية جلال طالباني لوضع حلول مقبولة للمشكلات بين الفرقاء السياسيين بعد أن كلف من قبل مرجعية النجف الدينية لحل الخلافات ما بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود برزاني. وفي كلا الخطين، يبدو أن حظوظ المالكي في الانتهاء من دورته التشريعية الحالية، مناط بالتنازلات التي يفترض به تقديمها للفرقاء في العملية السياسية وأبرزها تنازلات حول قانون النفط والغاز للأكراد فضلا عن تطبيق المادة 140من الدستور الداعية إلى تطبيع الأوضاع فيما يوصف ب «المناطق المتنازع عليها» بضمنها محافظة كركوك الغنية بالنفط فيما يواجه استحقاقات واضحة أمام القائمة العراقية تبدأ بالانتهاء من ملف نائب رئيس الجمهورية، طارق الهاشمي، وحل خلافاته مع نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، والانتهاء من جميع ما تطالب به العراقية من اتفاقات أربيل، أبرزها مجلس السياسات الاستراتيجية التي رشحت له ظافر العاني، القيادي في القائمة العراقية، الذي شمل بقانون الاجتثاث خلال فترة الترشيح للانتخابات البرلمانية الأخيرة. وكشفت مصادر برلمانية ل «الشرق» أن برزاني فور عودته من إسطنبول، عقد اجتماعات متعددة لتوفير العوامل اللوجستية لعقد هذا الاجتماع، في وقت رحبت القائمة العراقية به وقالت ميسون الدملوجي في بيان لها إن قائمتها ترحب بأي مرشح جديد لرئاسة الحكومة عدا نوري المالكي، وتدعم أي مرشح لمنصب رئيس الوزراء». أما النائب شوان محمد طه، القيادي في كتلة التحالف الكردستاني فيؤكد في حديثه ل «الشرق» أن تداعيات الاتهامات الموجهة للمالكي بمسؤوليته عن الأجهزة الأمنية وعدم تمكنها من مواجهة الخروفات الأمنية، تضيف أعباء جديدة لتعقيدات العملية السياسية. وردا على سؤال « الشرق» حول تداعيات عقد اللقاء في أربيل على فشل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني من تحديد موعد له، قال النائب طه بأن كتلته ما زالت تحاول السعي لتوفيق الآراء من خلال وصفها للقاء السياسي المرتقب في أربيل بكونه مكملا مع المؤتمر الوطني، موضحا «أن أغلب ما يثار حول اجتماع أربيل للقيادات السياسية من اعتراضات لا تتقاطع مع المؤتمر الوطني لكونه يدفع باتجاه حل الخلافات وليس تعظيمها». وتشير معلومات» الشرق» أن برزاني استدعى فور عودته إلى أربيل أمس، نواب حزبه في البرلمان العراقي للتشاور. وكان زعيم القائمة العراقية إياد علاوي، كشف في وقت سابق عن وجود تحالفات قديمة وجديدة مع الكرد والتيار الصدري وبعض الأطراف الإسلامية لمواجهة «تفرد المالكي بالسلطة»، وأكد أن رئيس الحكومة لم يعد له سوى ثلاثة خياراتن إما تحقيق الشراكة عبر تنفيذ اتفاقية أربيل أو إجراء انتخابات مبكرة أو التنحي، لافتا إلى أن العراقية غير مستعدة لأن تتحول إلى المعارضة.