هل يمكن أن نرعى هذا الفريق حتى نصل به إلى كأس العالم 2018 ؟ سؤال وجيه وفي محله، قرأته في إحدى الصحف الإلكترونية، جاء تعليقاً من أحد القراء على خبر فوز المنتخب السعودي للشباب على منتخب غواتيمالا بستة أهداف، وبالتالي ضمن التأهل إلى الدور الثاني من البطولة، بغض النظر عن نتيجة مباراته الأخيرة أمام نيجيريا. لماذا وصفت هذا الرأي، أو التعليق بأنه وجيه ومطلب مهم؟، ذلك لأن الكرة السعودية لا ينقصها شيء، فالمواهب موجودة، والدعم موجود، فما الذي يجعلنا نتراجع، ونخفق؟ لا شيء غير التخطيط ..!، إن مشكلة الكرة السعودية الرئيسية هي غياب التخطيط، وإن وجد فهو تخطيط لمراحل قصيرة، في الوقت الذي تخطط دول أخرى على مراحل طويلة، ما يعرف بالخطة طويلة الأجل..! إذا كنا نقول أن علينا أن ننسى ما حدث في الفترة السابقة من تراجع وتعثر وغياب لكرة القدم السعودية بكل مستوياتها عن البطولات الآسيوية والعالمية، فإن الفرصة الآن ثمينة ويجب ألاّ نفرط فيها، من خلال الحفاظ على هذا المنتخب الحلم، ورعايته. ويكفي أن يفرد الاتحاد الدولي «الفيفا» على موقعه الإلكتروني مساحة لمنتخبنا، ويصف أحد لاعبيه، وهو معن خضري، بأن أداءه يمثل أداء النجم الأرجنتيني خوان فيرون، تلكم شهادة من خبراء كرة القدم في أعلى سلطة رياضية في العالم. إنها الحقيقة التي تغيب عنا كثيراً، فكل قضيتنا أننا نطبق احترافاً معكوساً، لا تستفيد منه المواهب، ولا يترك لها مكاناً لتشارك وتقدم نفسها كما تفعل الآن في كولومبيا، ففوزنا على كرواتيا بهدفين في بداية المشوار، ثم سداسية في مرمى جواتيمالا، جعلت العالم يصفق لأصحاب القمصان الخضراء..! لكن المهم من كل ذلك كيف سنتعامل، نحن، مع هؤلاء النجوم بعد عودتهم، وهل لدى اتحاد كرة القدم تفكير آخر للحفاظ على هذه المواهب، بحيث تخصص بطولة الأمير فيصل لهذه السن، مع التأكيد على الأندية باحتضان هذه الأسماء وعدم التفريط فيها، حتى لا نعود مرة أخرى إلى المربع الأول..! كل الدعوات للمدرب الوطني خالد القروني وأبنائه اللاعبين بالتوفيق في المرحلة الثانية والمهمة من هذه البطولة العالمية، والوصول إلى المراحل التالية والفوز بالبطولة، بإذن الله، لأن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل، ولا تجامل الكبير على حساب الصغير، وكل ما تعترف به هو العمل والإرادة والإصرار والموهبة، وكل هذه المواصفات تتوافر في نجوم منتخبنا الحلم. [email protected]