الخُبر (السعودية)، طهران، لندن، أوسلو - رويترز - يعقد وزراء النفط في «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) غداً في فيينا، اجتماعهم الوزاري العادي الذي يأتي بعد أشهر من بدء اضطرابات العالم العربي التي أثّرت في القطاع النفطي، وسط تفاوت في آراء أعضائها حول زيادة الإنتاج أو عدمه، خصوصاً أن ليبيا العضو في «أوبك» لا تزال في طور ثورة لم تنه بعد نظام القذافي، لكنّها غيّبت نحو 1.5 مليون برميل من النفط يومياً عن الأسواق العالمية. وبينما تساءلت أوساط في «أوبك» أمس، عمن سيمثّل ليبيا في الاجتماع بعد إعلان وزير النفط الليبي شكري غانم انشقاقه عن النظام، أعلنت إيران، التي ترأس الدورة الحالية، أمس أنها ستُمثّل بوزير النفط بالوكالة محمد علي أبادي، كما أعلنت أنها لا ترى حاجة إلى زيادة الإنتاج. لكن مصدراً في «أوبك» توقّع أن «يقرر وزراء المنظمة زيادة الإنتاج بأكثر من مليون برميل يومياً، نظراً إلى عودة المصافي العالمية إلى التشغيل بعد فترة الصيانة». وأكد المصدر، الذي تمنى عدم ذكر اسمه، ل «الحياة» أن «الأسواق لم تشعر بغياب النفط الليبي خلال فترة الصيانة، أما الآن فسيبدأ تشغيل المصافي بطاقتها كاملة، خصوصاً في تموز (يوليو) وآب (أغسطس) المقبلين، ما سيزيد الطلب على النفط في شكل كبير، بما يتطلّب عرضاً أكبر ليكون هناك توازن في السوق العالمية». وتابع المصدر نفسه: «حالياً وحدها السعودية والكويت والإمارات تملك طاقة انتاجية فائضة، أما بقية دول أوبك فتنتج بطاقتها القصوى. لدى الكويت نحو 150 ألف برميل فائضاً يومياً، ولدى الإمارات 100 ألف برميل، أما بقية الزيادة الانتاجية فتأتي من السعودية التي تملك حالياً طاقة انتاجية فائضة تقدر بنحو أربعة ملايين برميل يومياً». وقدّر «مستوى الانتاج السعودي في أيار (مايو) الماضي بنحو 8.8 مليون برميل يومياً، وفي حال أُقرت في الاجتماع زيادة في الإنتاج بأكثر من مليون برميل يومياً، فسيصل انتاج السعودية الى نحو 10 ملايين برميل يومياً، خصوصاً أن الاستهلاك الداخلي في المملكة يزداد خلال فترة الصيف في شكل كبير». وفي ما يتعلق بموقف إيران، قال مندوبها الدائم لدى «أوبك» محمد علي خطيبي في تصريح بثته «هيئة الإذاعة الإيرانية» أمس، إن بلاده «لا ترى حاجة إلى رفع سقف إنتاج المنظمة من النفط». ورأت أن «زيادة المعروض قد تفضي إلى تراجع حاد غير مبرر في أسعار النفط». وقال «ليس من العدل أن تصبح السوق متخمة بالمعروض... تراجع أسعار النفط يعني أن على المنتجين توخي مزيد من اليقظة قبل إمداد السوق بمزيد من النفط». أما في ما يتعلق بالأسعار، فهبط خام القياس الاوروبي مزيج «برنت» 1.49 دولار إلى 114.35 دولار للبرميل، بينما هبط الخام الاميركي الخفيف 1.32 دولار الى 98.90 دولار للبرميل. وقال محلل أسواق النفط في «اي اس غلوبال لإدارة المخاطر» ثوربيورن باك ينسن: «أعتقد أن السوق لم تهضم بعد تقرير الوظائف الذي صدر الجمعة الماضي، فهو قلّل احتمالات رفع أسعار الفائدة في الولاياتالمتحدة وتوقعات النمو». وأعلنت شركة «أرامكو السعودية» في تقرير سنوي، أن إنتاجها من النفط الخام استقر من دون تغيير في 2010 عند 7.9 مليون برميل يومياً. وأفادت الشركة بأن صادراتها تراجعت قليلاً إلى 2.02 بليون برميل في 2010 من 2.06 بليون في 2009، إذ انخفضت إلى 5.5 مليون برميل يومياً من 5.65 مليون برميل يومياً. وارتفعت احتياطات الشركة من الغاز إلى 279 تريليون قدم مكعبة من 275.2 تريليون قدم مكعبة في 2009. واتفقت شركة الطاقة النرويجية العملاقة «شتات أويل» على بيع حصة تبلغ 24.1 في المئة في مشروع أوروبي مهم لنقل الغاز الطبيعي، إلى مجموعة تضم «أليانز» الألمانية للتأمين، وجهاز أبو ظبي للاستثمار ب 17.35 بليون كرونة (3.25 بليون دولار). وستحتفظ «شتات أويل» في حال وافقت السلطات النرويجية على الصفقة، بخمسة في المئة في شركة «غاسلد» مالكة خط أنابيب نقل الغاز ومنشآت المعالجة في منطقة الرصيف القاري النرويجي والتي ضخت العام الماضي نحو 100 بليون متر مكعب من الغاز إلى بريطانيا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا.