اندفعت أسعار النفط أمس باتجاه تحقيق مستويات جديدة في أول يوم تعامل في الأسواق البترولية الأمريكية بعد إجازة عطلة نهاية أسبوع طويلة امتدت لثلاثة أيام دارت خلالها أحداث أثرت على مسار الأسعار، وخلقت قلقا لدى المستهلكين خاصة بعد أن تفاقمت أزمة الملف الإيراني النووي وإصرار الدول الغربية على تحويله إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات اقتصادية على إيران لثنيها عن المضي قدما في برنامجها النووي الذي يعتبر تهديدا للاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط المضطربة. وزاد من وجل المستهلكين بعد تصاعد وتيرة القلاقل في نيجيريا بعد تزايد عمليات الخطف لعمال النفط مما حدا بشركة شل إلى إجلاء موظفيها من بعض مناطق الإنتاج في نيجيريا في ظل توسع العمليات الإرهابية التي تقوم بها بعض الجماعات من خلال مهاجمة عمال النفط وتفجير الأنابيب والتهديد في توسيع نطاق هذه العمليات للضرب في عمق صناعة النفط النيجيرية مما قد يعطل تدفق حوالي 2,2 مليون برميل يوميا من النفط الخام الممتاز إلى الأسواق العالمية وينبئ بتصاعد الأسعار إذا ما تعرضت الأسواق إلى شح خاصة في مثل هذه الفترة من العام حيث يصل الاستهلاك إلى مرحلة الذروة. ومن المحفزات التي رفعت أسعار النفط واقترابها من 66 دولاراً للبرميل لخام ناميكس القياسي تسرب دخان أدى إلى وقف إنتاج الغاز من ثلاثة حقول بحرية نرويجية طاقتها الإنتاجية الإجمالية 43 مليون متر مكعب يوميا، وبحسب متحدثة باسم شركة شتات أويل فإن إنتاج نحو 118 ألف برميل يوميا من المكثفات توقفت في الحقول الثلاثة خاصة حقلي «كريستن وأسجارد»، مما أدى إلى صعود أسعار نفط مزيج برنت بمقدار 1,2 دولار لتصل إلى 64,10 دولاراً للبرميل وكذلك ارتفاع سعر الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات الالكترونية إلى 63,50 دولاراً للبرميل. وأفضى تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي صدر أمس وحذرت فيها إلى أن هناك تباطؤ في عملية نمو إنتاج النفط من الدول المنتجة وخاصة دول الأوبك التي لا تملك طاقة فائضة سوى 1,5 مليون برميل يوميا مقابل النمو الكبير في الطلب وخاصة من الدول الآسيوية إلى ارتفاع أسعار خام وست تكساس حيث بلغت 65,70 دولاراً للبرميل، كما عمل على زيادة أسعار المواد البترولية المكررة ومن أهمها الجازولين الذي صعد إلى 1,80 دولار للجالون وكذلك وقود التدفئة الذي ارتفع إلى 1,79 دولار للجالون. وانتعشت أسعار الغاز الطبيعي بعد الأنباء التي أشارت إلى وجود شح في إمداداته ومخزوناته في ظل الأزمات في آسيا وأفريقيا التي حدثت خلال الفترة الماضية حيث صعد سعره بمقدار 53 سنتا إلى 9,18 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، و هو مرشح للزيادة وسط إقبال شديد من قبل المضاربين وصناديق الاستثمار. بعض المراقبين يلقون باللائمة في ارتفاع أسعار النفط التي تصاعدت بنسبة حوالي 7٪ خلال الأسابيع الماضية لتقترب من مستوياتها قبل أربعة أشهر إلى المضاربات القوية من صناديق الاستثمار التي كان لها حضور قوي في تداولات الأسواق الأمريكية والأوروبية والآسيوية واندفعت بشدة لإبرام صفقات في انتظار تحقيق المزيد من المستويات السعرية للنفط خلال الأشهر القليلة القادمة. المعادن النفيسة كانت الأقل نصيبا في تداولات الأمس وذلك بسبب توجه المضاربين إلى العقود النفطية، ولذلك تراجع الذهب بمقدار 2,4 دولار إلى 554,7 دولاراً للأوقية، غير أن البلاتين حافظ على معدله السعري عند 1044 دولاراً للأوقية، وتراجعت الفضة إلى 9,12 دولارات، وظلت بقية المعادن بالقرب من معدلاتها السعرية ليوم أمس الأول.