قال خالد الفالح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية الثلاثاء : إن الطاقة التكريرية للشركة ستزيد قريبا بنسبة 50 بالمائة من مستواها الحالي لتصل إلى أكثر من 6 ملايين برميل يوميا، وأضاف الفالح في محاضرة ألقاها في غرفة التجارة الكورية في سول. الفالح متحدثا في محاضرة بغرفة التجارة الكورية في سول ( رويترز ) إن ذلك النمو سيتحقق من خلال مصفاتين جديدتين قيد الإنشاء في المملكة وأربع مصاف أخرى قيد الدراسة حاليا إحداها في جازان بالسعودية والثلاث الأخرى في مشاريع مشتركة في الصين وفيتنام واندونيسيا، وقال : إن طاقة أرامكو لإنتاج الغاز الطبيعي ستنمو في غضون خمس سنوات إلى 15 مليار قدم مكعبة يوميا، وقال الفالح: إن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم تشعر بعدم ارتياح حيال أسعار النفط المرتفعة وأنها قلقة بشأن تداعيات هذه الأسعار على الاقتصاد العالمي. وعوض النفط خسائره المبكره في تعاملات أمس الثلاثاء حيث ارتفع مزيج برنت 16 سنتا الى 82ر123 دولار للبرميل بحلول الساعة 10:59 بتوقيت جرينتش ليصبح منخفضا أربعة دولارات فقط عن أعلى مستوى في عامين ونصف العام الذي سجله هذا الشهر عند 02ر127 دولار، وقال لا نشعر بارتياح إزاء المستوى الحالي لأسعار النفط، وأضاف أن أسواق النفط العالمية لا تواجه شحا في المعروض. وتتشابه تصريحات الفالح مع تصريحات وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي الذي قال الأسبوع الماضي: إن المملكة خفضت إنتاجها في مارس لان السوق متخمة بالمعروض. ودفعت اضطرابات وأحداث عنف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقوة الطلب في آسيا الأسعار لأعلى مستوياتها منذ 2008 ما أثار سلسلة من التحذيرات من الدول المستهلكة والمنتجة على السواء من أن صعود النفط سيضر بالنمو الاقتصادي وهو ما سينال بدوره من الطلب على الوقود. وحذرت السعودية ودول أخرى بمنظمة أوبك الأسبوع الماضي من تداعيات ارتفاع أسعار الطاقة على اقتصادات مازالت هشة بعد الأزمة المالية العالمية التي تفجرت في 2008، وقال الفالح: إن المملكة لديها طاقة إنتاجية كافية للوفاء بأي ارتفاع في الطلب وسد أي نقص قصير الأجل في الإمدادات. 15 مليار قدم مكعبة يوميا إنتاج المملكة من الغاز خلال 5 سنوات ورفعت أكبر دولة عضو في أوبك إنتاجها في فبراير ليتجاوز التسعة ملايين برميل يوميا لسد النقص في الأسواق العالمية الناجم عن توقف صادرات ليبيا العضو في أوبك بسبب القتال. والسعودية هي منتج النفط الوحيد الذي يمتلك طاقة إنتاجية فائضة كبيرة للوفاء بأي نقص في الإمدادات مثلما حدث في ليبيا، وقال الفالح : بدون هذه الطاقة الفائضة كانت تقلبات أسعار النفط ستصبح أكثر سوءا بسبب توقف الإمدادات الليبية، وكذلك بسبب العنف الذي اندلع في نيجيريا مؤخرا بعد الانتخابات. وعززت السعودية طاقتها الإنتاجية الإجمالية الى 5ر12 مليون برميل يوميا في 2009 قبل أن ينخفض الطلب بسبب التباطوء الاقتصادي العالمي وهو ما تركها بفائض في الإنتاج يتجاوز الأربعة ملايين برميل يوميا أي أكثر من مثلي المستوى المستهدف البالغ 5ر1 مليون الى مليوني برميل يوميا. وبلغ الإنتاج 292ر8 مليون برميل يوميا في مارس انخفاضا من 125ر9 مليون برميل يوميا في فبراير، وقال الفالح : ينبغي أن يعلم الناس أن هناك طاقة فائضة متاحة تقدر بملايين البراميل يوميا، وأضاف أن اثنين من كل ثلاثة براميل تصدرها السعودية تذهب الى آسيا. وأوضح أن المملكة ستنفق أكثر من 450 مليار دولار على مشاريع رأسمالية على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، في حين ستنفق أرامكو ميزانية رأسمالية إجمالية تبلغ حوالي 125 مليار دولار على مشاريع محلية وعالمية على مدى الفترة نفسها، وقال: إن هذا الإنفاق يغطي أنشطة عمليات المنبع بما في ذلك زيادات جديدة في إنتاج النفط، مضيفا أن أرامكو ستقوم قريبا بتوسيع وتطوير مراكز التكرير الحالية. ووقعت أرامكو الشهر الماضي مذكرة تفاهم مع بتروتشاينا التابعة لشركة النفط الوطنية الصينية سي.ان.بي.سي لبناء مصفاة بطاقة إنتاجية 200 ألف برميل يوميا في إقليم يونان الصيني، وستمد أرامكو المصفاة بالخام، والصين هي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، وتتخطى الولاياتالمتحدة كأكبر مشتر للخام من الرياض. ودخلت أرامكو بالفعل مع سينوبك وهي شركة نفطية عملاقة صينية أخرى واكسون موبيل في مشروع مصفاة مشتركة في فوجيان بالصين. وفي مارس أيضا أعلنت أرامكو وسينوبك أنهما ستبنيا مصفاة مشتركة بطاقة إنتاجية 400 ألف برميل يوميا وبتكلفة عشرة مليارات دولار في ينبع بالسعودية وهي واحدة من مصفاتين جديدتين تبنيهما السعودية في الداخل، وقال الفالح: إن المصافي الجديدة التي يجري بناؤها ستعزز مجتمعة الطاقة التكريرية العالمية للسعودية الى أكثر من ستة ملايين برميل يوميا من نحو أربعة ملايين برميل يوميا حاليا، وأضاف أن أرامكو ستتوسع في مراكز تكرير قائمة وتطورها، وأوضح أن الشركة مستمرة أيضا في التوسع في نظام إنتاج الغاز الطبيعي المحلي الذي ستتجاوز طاقته الإنتاجية 15 مليار قدم مكعبة قياسية يوميا خلال خمس سنوات، وقال الفالح: إن الإنفاق يشمل زيادة إنتاج الخام وإقامة منشات للتكرير والبتروكيماويات. وأرامكو السعودية مساهم رئيس في إس أويل ثالث أكبر مصفاة للنفط في كوريا الجنوبية بحصة 35 بالمائة في المصفاة التي تبلغ طاقتها نحو 650 ألف برميل يوميا. وسافر مسئولون تنفيذيون من أرامكو الى سول لحضور اجتماع لمجلس الإدارة يوم الخميس.