استؤنفت المحادثات حول عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكزيت» اليوم (الخميس) في بروكسيل بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، من دون عقد آمال على تحقيق اختراق وسط أجواء من القلق إزاء الهشاشة المتزايدة لحكومة تيريزا ماي. وتجرى الجولة السادسة من المحادثات في مقر المفوضية الأوروبية وتنتهي غداً بعقد مؤتمر صحافي مشترك بين كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه ونظيره البريطاني ديفيد ديفيس. وكان بارنييه حذر أمس في تغريدة من أنه من الضروري «تحقيق تقدم أكبر على صعيد ثلاثة مواضيع رئيسية»، وأرفقها برسم بياني يشرح الشروط الأوروبية للموافقة على بدء المحادثات التجارية التي تطالب بها لندن بإلحاح. المسائل الثلاث المعنية هي التسوية المالية الشائكة ل «بريكزيت» ومصير حقوق الأوروبيين المقيمين في بريطانيا والبريطانيين المقيمين في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تبعات خروج بريطانيا من التكتل على إرلندا. ويشترط الاتحاد الأوروبي تحقيق «تقدم كاف» في هذه الملفات، إضافة إلى مستقبل العلاقات التجارية بين الجانبين، لبدء بحث مرحلة انتقالية محتملة بعد «بريكزيت»، وهو ما ترغب فيه ماي. وكان الأوروبيون ذكّروا بموقفهم خلال اجتماع المجلس الأوروبي الأخير في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وأرجأوا إمكان الإشارة إلى تقدم كاف من أجل إطلاق المرحلة الثانية من المفاوضات إلى القمة المقبلة. وقال ديبلوماسي في الاتحاد الأوروبي أن «كل شيء جاهز اعتباراً من 1 كانون الثاني (يناير)» لبدء المفاوضات التجارية. وأضاف: «لكن، في حال عدم وصولنا في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) أو الأسبوع الأول من كانون الأول (ديسمبر) إلى اتفاق» حول الملفات الثلاثة، فإن «هذا سيرجئ الأمور إلى شباط (فبراير) أو آذار (مارس)». وتابع المصدر: «لسنا في حاجة الى خطابات، بل إلى التزامات خطية من قبل البريطانيين»، مشدداً على أن الجولة السادسة ستكون «شفهية فقط» ولن تستمر إلا يوماً ونصف اليوم». من جهة أخرى، تعتبر الحكومة البريطانية أنها قامت بخطوة كبيرة عندما قدمت اقتراحات لضمان حقوق الأوروبيين الراغبين في البقاء في المملكة المتحدة بعد «بريكزيت». إلا أن مجموعة النواب الأوروبيين الذي يتابعون المحادثات برئاسة الليبرالي غي فيرهوفشتات لفتوا أمس إلى ضرورة «حل مشكلات مهمة» في هذا الملف. ويتعلق الخلاف الرئيسي الآخر بقيمة الأموال التي يتوجب على بريطانيا سدادها للوفاء بالتزاماتها المالية تجاه الأتحاد الأوروبي. وكان رئيس البرلمان الأوروبي أنتونيو تاجاني أشار أخيراً إلى أن الفاتورة تتراوح بين «50 و60 بليون» يورو، مؤكداً للمرة الأولى تقديرات غير رسمية تم تداولها في بروكسيل. وندد ب «المبلغ الزهيد» الذي اقترحته لندن.