أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اليوم (الثلثاء) في لندن، إن المفاوضات حول «بريكزيت» لم تسجل «تقدماً كافياً» يتيح الانتقال إلى مرحلة المحادثات حول العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. وقال توسك في ختام لقاء مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في لندن «سنبحث علاقتنا المستقبلية حين يتحقق ما نعتبره تقدماً كافياً»، وذلك فيما انطلقت جولة المفاوضات الرابعة بين الأوروبيين ولندن أمس في بروكسيل. وأضاف «لكن إذا طلبتم رأيي اليوم فسأقول إنه لم يتم تسجيل تقدم كاف، لكننا سنعمل على ذلك». وعبر توسك عن «تفاؤل حذر»، معتبراً أن ماي اعتمدت «لهجة بناءة وأكثر واقعية في خطابها الذي ألقته في فلورنسا» الجمعة الماضي حيث وعدت بشكل خاص باحترام الالتزامات المالية البريطانية حيال بروكسيل وطالبت بفترة انتقالية مدتها سنتان بعد «بريكزيت» المرتقب في 29 آذار (مارس) 2019. وكان كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف «بريكزيت» ميشال بارنييه شدد أمس على أنه لن يناقش دعوة ماي إلى الاتفاق على الفترة الانتقالية ما بعد الانسحاب والتي تستمر لعامين، قبل تحقيق تقدم في مسائل أساسية، بينها فاتورة خروج لندن من التكتل. ولكن في إشارة إلى الحلقة المفرغة التي تدور فيها المفاوضات حتى الآن، ربط الوزير البريطاني المكلف شؤون «بريكزيت» ديفيد ديفيس أمس التوصل إلى أي تسوية في شأن كلفة خروج لندن من التكتل بالتوصل إلى اتفاق على شكل العلاقة المستقبلية بين الطرفين. وكانت ماي اقترحت في خطابها في فلورنسا فترة انتقالية تمتد لعامين بعد خروج بريطانيا رسمياً من التكتل في آذار 2019، تتبع خلالها قوانين الاتحاد الأوروبي، للتخفيف من وطأة حدوث تحول مفاجئ في القوانين خوفاً من تأثيرات ذلك على الأعمال التجارية والمواطنين. وتعهدت أن لندن ستفي بالتزاماتها المالية لموازنة الاتحاد الأوروبي حتى العام 2020، والتي تقدرها بريطانيا بحوالى 20 بليون يورو، فيما رسمت الخطوط العريضة لضمانات قانونية جديدة لحقوق حوالى ثلاثة ملايين مواطن من الاتحاد الأوروبي يعيشون في بريطانيا.