في خطوة مفاجئة عرض الباحث الدكتور سعد الصويان أمس مكتبته الشخصية للبيع بمبلغ 3 ملايين ونصف المليون ريال سعودي. والمكتبة التي عرضها للبيع في موقعه الالكتروني، تضم آلاف الكتب في مختلف المجالات وتعد ضخمة جداً وتتميز بمحتوياتها المنتقاة بحرص شديد على مدى عدة عقود. ونفى الصويان السبب في عرضها للبيع أن يكون في حاجة ماسة إلى المال، كما يفعل البعض أحياناً، مؤكداً أن دافعه للبيع أنه «أصبحت كبيراً في السن، ولم أعد في حاجة كبيرة إليها»، مشدداً في حديث إلى «الحياة» على حقه في عرض مكتبته للبيع، طالما هناك من يحتاج إلى ما فيها من أجل عمل بحوث أو إنجاز دراسات مختلفة. ورفض الصويان إهداء مكتبته إلى مكتبة الملك فهد الوطنية أو مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، أسوة بالبعض من الأدباء والباحثين الذين يهدون مكتباتهم الشخصية، على أن يخصص لهذه المكتبات ركناً خاصاً يكتب عليه اسم المتبرع. وقال: «مستحيل أن أهديها لجهة خاصة أو عامة، لأن مكتبتي هي جهد شخصي كبير بذلته طوال سنوات من حياتي ووقتي، ودفعت فيها أموالاً طائلة، إضافة إلى ما تطلبه من جهد وبحث وانتقاء وفرز الجيد من الرديء»، موضحاً أنه تلقى مليوني ريال سعراً أولياً. وتساءل: لماذا لا يمكن بيع الثقافة؟ معتبراً أن المكتبة تعد مادة ثقافية، وأنه لا يوجد ما يمنع أن يأخذ ثمناً مقابلها؟ مؤكداً أنه لن يمنح مكتبته مجاناً. وأشار إلى أنه لا يعرف أن يتعامل ب«الواسطة»، ويحب التعامل بشكل مباشر، لافتاً إلى أن أولئك الذين يهدون مكتباتهم إلى مؤسسة خاصة أو عامة، لهم أهداف بعيدة، وأنهم يسعون إلى التربح من وراء إهداء مكتباتهم. وقال إن فائدة الذي يتبرعون بمكتباتهم الشخصية، أكبر من الفائدة التي تجنيها الجهة الخاصة أو العامة،» هؤلاء يستفيدون أكثر من المكتبة التي أهدوها مكتباتهم»، مشيراً إلى أنه لا يحتاج إلى دعم لاسمه ليبقى في الذاكرة، من خلال منح مكتبته لمكتبة عامة أو خاصة، تضعها في ركن خاص وتطلق عليه اسمه. وتضم مكتبة الصويان آلاف الكتب والمخطوطات والموسوعات الضخمة (بعضها يتألف من عشرات الأجزاء) والمعاجم باللغتين العربية والإنكليزية والمراجع النادرة في مختلف العلوم والفنون، بما في ذلك تاريخ الفلسفة وشتى فروعها وعلوم اللاهوت ومختلف الأديان وتاريخ الإغريق والرومان والكنيسة والعصور الوسطى الأوروبية، وتاريخ الفكر الأوروبي وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعلم النفس والفولكلور والتاريخ الشفهي واللسانيات ودراسة اللهجات والاقتصاد والسياسة. كما تضم كتباً في الاستشراق ومعظم كتب الرحالة الأجانب إلى الجزيرة العربية وتاريخ الجزيرة والأنساب، ومجلدات مجلة العرب ومعظم إصدارات دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر وكتب حمد الجاسر والجهيمان والعبودي وابن خميس والجنيدل وابن عقيل ودواوين الشعر الجاهلي والأمثال العربية والعامية والأساطير والسيَر ومعظم دواوين الشعر النبطي ومخطوطاته.