اكد الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيزعلى اهمية المخطوطات وما تمثله من قيمة ثقافية وفكرية باعتبارها أحد الأوعية المعلوماتية التاريخية المهمة من حيث ما تحويه من علوم وأخبار وأحداث إضافة إلى ما تعكسه عن عصرها من الملامح العلمية والسمات الفكرية، وقال الدكتور السماري في حواره ل (الرياض ) ان معرض( تراث المملكة العربية السعودية المخطوط ) الذي تنظمه دارة الملك عبدالعزيز مساء يوم الأحد المقبل وذلك في مقر الدارة بمشاركة أكثر من 65 مؤسسة حكومية وخيرية ومكتبات خاصة من المملكة العربية السعودية وخارجها، يعد أحد الأنشطة العلمية المهمة التي تقدمها دارة الملك عبدالعزيز بتوجيه واهتمام ورعاية من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الدارة الذي يعود له الفضل في إقامة هذا المنشط الثقافي والتاريخي وإنجازه على أرض الواقع ، ونوه الدكتور السماري برعاية سموه حفظه الله لافتتاح المعرض عاداً هذه الرعاية دليل آخر على اهتمام سموه بكل ما من شأنه خدمة حركة البحث العلمي واستظهار الإرث الفكري للتاريخ السعودي وما لقيته العلوم مبكراً من الدعم والتأليف من الدولة السعودية وما أنتجه تاريخنا من علماء ومفكرين وطلاب علم كانوا الشعلة الأولى لحركة البحث العلمي المزدهرة في وقتنا الحالي.فالى تفاصيل هذا الحوار: «معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط» جزء من اهتمام الدولة بالعلم والعلماء * ما هي الفكرة التي تقف خلف تنظيم دارة الملك عبدالعزيز لمعرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط والذي سيفتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز ؟ - دعني في البداية أؤكد أن افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز للمعرض هو الداعم الأكبر لنجاح مساعي المعرض وأهدافه وفكرته ، وسموه حفظه الله حين يفتتح المعرض يؤكد أهمية المخطوطات بصفتها رصيد تاريخي ومعرفي لا يقدر بثمن وهي لفتة من سمو أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الدارة ورسالة للجميع بالاهتمام والعناية بالمخطوطات المحلية التي تعد من صميم التراث ، فالأمم والمجتمعات إنما تتباهى بما كتبته ودونته، والدولة السعودية منذ تأسيسها في القرن الثاني عشر كانت حافزاً لطلب العلم والتأليف فيه فنشأت حركة تدوين ونسخ مرادفة لانتعاش الحركة العلمية آنذاك بعد أن خبأت لأسباب سياسية وثقافية في تلك الفترة واستمر الاهتمام بالتأليف والكتابة في عهد الدولة السعودية الثانية وكانت هناك مراكز علمية في الجزيرة العربية تشع بالدرس والتدوين وبث المعرفة ، وهذا المعرض هو جزء من اهتمام الدولة السعودية الحديثة بالعلم والعلماء والمعرفة المتخصصة بصفة عامة وبالمخطوطات كونها منهلا علمياً أصيلاً وغنيا بصفة خاصة ، أما الفكرة الرئيسة من المعرض فهي لفت الانتباه العام إلى أهمية المخطوطات المحلية بصفتها كنزا ثقافيا ومعرفيا مهما وثريا بالمعلومات، ونقل هذا المصدر التاريخي والمعرفي من الحيّز الفردي الخاص إلى الحيّز العام الأكثر استفادة من المخطوطة والأكثر أماناً، وتحريرها نحو أفق أوسع فكما هو معروف لدى الباحثين فإن معظم المخطوطات ما يزال غير معروف من جهة أو بعيد عن متناول حركة البحث العلمية، كما ترغب الدارة في التعريف بالخدمات التي تقدمها للمجتمع في حقل المخطوطات مثل التعقيم والترميم والتجليد والتعليب، وفحصها عمّا إذا كانت تعرضت للتزوير والتدليس من عدمه ، ومن تلك الأهداف مشاركة مالكي المخطوطة تكلفة الاحتفاظ بها من خلال حفظ نسخ للمخطوطة في مركز المخطوطات السعودية بالدارة ، نرغب من المجتمع بمؤسساته وأفراده من خلال هذا المعرض أن يعطي المخطوطات قدرها العلمي وأن يساهم الجميع في المحافظة عليها. أمير الرياض يؤكد دوماً ( الدارة بيت للجميع ) ولا صحة لاحتكار الوثائق أو المخطوطات * لذا جاءت مدة المعرض طويلة نسبياً مقارنة بمدد المناسبات الثقافية المعتادة ؟ - هو كذلك، وهي فرصة للتفكير والتعاون مع الدارة في حفظ المخطوطات ، فبدل أن تكون من ذكريات الماضي أو من الإرث الجميل للأسرة تكون بإهدائها وإيداعها في دارة الملك عبدالعزيز قناة معرفية ووعاء معلوماتي يتاح للباحثين ولحركة الدراسات التاريخية والعلمية وهذه الطبيعة الفعلية للمخطوطات أن تكون مهيأة للدرس والبحث والقراءة بدل تخزينها وتعطيلها، خاصة أننا في الدارة استفتينا اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء حول جواز وقف المكتبات الخاصة التي لدى ورثة العالم لمكتبة الدارة ووضعها بجناح باسمهم وأجازت الهيئة لنا ذلك ، كما أجازت لنا اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء قبول نقل المكتبات الموقوفة على طلبة العلم إذا كان القائمون عليها لا يستطيعون خدمة هؤلاء الطلبة وإتاحتها للجميع وقالت في تفسير ذلك : ( يجوز نقل المكتبة الموقوفة على طلبة العلم من مكان تعطل الانتفاع بها فيه إلى مكان آخر أصلح وأنفع ...) وأدرجت الفتوى مكتبات المساجد والمدن والمدارس العلمية والجامعات والمعاهد العلمية والمدن ضمن ذلك إذا لم يتوفر يتوفر في هذا المكان المعين من يحافظ عليها من التلف أو السرقة ولا توجد القدرة على العناية بها وخدمة المستفيدين منها كما ينبغي .... ) وهذه الفتوى من اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء الموقرة تلخص فلسفة الدارة في سعيها نحو تسلم المكتبات الخاصة والعامة بما فيها من مخطوطات ووثائق مختلفة . * ما دمتم فتحتم الحديث في هذا المسار ، هناك اعتقاد لدى البعض بأن دارة الملك عبدالعزيز تريد أن تضع يدها على أكبر عدد ممكن من المخطوطات والوثائق فتمتلكها هي فقط ، ما ردكم على هذا الاعتقاد ؟ -هذا اعتقاد خاطئ لأسباب عدة منها : أن هذا الكلام لا يتداول أو يخطط له ضمن العمل اليومي للدارة وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز دائماً ما يوجه بعدم احتكار الدارة للمخطوطات أو الوثائق فهو حفظه الله يؤكد في كل مناسبة وفي اجتماعات مجلس الإدارة بأن : ( الدارة بيت للجميع )، وذلك الاعتقاد قد يكون نشأ لدى بعض الباحثين أو المهتمين الذين يتفقون مع الدارة على أهمية الوثائق والمخطوطات ومدى قيمتها العلمية والتاريخية فيذهب به التشاؤم والخشية من أن الدارة حين تحصل على هذه الوثائق والمخطوطات ستظن وتقتر في إتاحتها لحركة البحث العلمي وهذا شعور نفسي أكثر منه فكرة عقلية منطقية لأن واقع الخدمة التي تقدمها دارة الملك عبدالعزيز غير ذلك، ثانياً أن واقع المخطوطات والوثائق غير منظم إما بتفرد أفراد بتملك المخطوطات ، أيضاً وكما تعرف فإن التفكير المؤسسي أوسع أفقاً من التفكير الفردي ويمكن مساءلته من جهات أخرى بعكس الفرد ، هنا نحن أمام حالة ثقافية واجتماعية سلبية تكمن في أن هناك طاقة ثقافية معطلة، وهذه الحالة لابد من تصحيحها وليس كذلك فقط بل ومعرضة للإهدار إما بحريق أو سطو أو كارثة عامة ، لذا دائما ندعو مالكي المخطوطات إلى تزويد الدارة بأصولها إذا خشي عليها من ضرر أو إهمال، أو على الأقل يزوّد الدارة بنسخ منها وسوف تحفظ المخطوطات المسلمة باسمه وله الحق بمشاهدتها والاطلاع عليها في أي وقت . هنالك تعاون مشترك بين الدارة ومكتبة الملك فهد الوطنية في تطبيق نظام المخطوطات * هل هذه نظرة عامة ؟ - لا ليست نظرتنا للجميع بهذه الصورة، أنا أجيبك على سؤالك فقط ، لكن هناك باحثين ومهتمين أو أفراداً ليس لهم علاقة بالبحث وتقتصر علاقتهم بالكتاب والوثيقة على القراءة فقط، أو أفراداً وجدوا أنفسهم يرثون مخطوطات ووثائق وأوراقاً شخصية بادروا وبطواعية بقناعاتهم ورؤيتهم الوطنية إلى تسليم دارة الملك عبدالعزيز تلك المخطوطات والوثائق والأوراق الشخصية والصور الفوتوغرافية ذات الدلالات التاريخية العامة، والجميل أن هؤلاء المبادرين يأتون من مناطق المملكة كافة ، وحظوا بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الذي يولي هذا الأمر اهتماماً بالغاً ورعاية كبيرة ويشكر كل المبادرين بتزويد الدارة بالمخطوطات والوثائق ويوليهم حفظه الله الاهتمام والتقدير لحسن تعاونهم ومبادأتهم ومبادرتهم بتقديم تلك المخطوطات أو الوثائق، فليس الجميع ينظرون بشك أو قصور إلى دور الدارة في حفظ المصادر التاريخية بل هم قلة وهم سيتغيرون لو تعرفوا على واقع الدارة بأنفسهم. * لكن كما يعرف معاليكم أن النظام الصادر عام 1422ه عن مجلس الوزراء في حماية التراث المخطوط للمملكة العربية السعودية حدد مكتبة الملك فهد الوطنية لحفظ المخطوطات التراثية وليس دارة الملك عبدالعزيز ؟ - الدارة والمكتبة مؤسستان تتكاملان في عملهما العلمي وهناك تعاون مشترك بين الجهتين ، والدارة بلا شك تتعاون مع المكتبة في تطبيق نظام المخطوطات. أما من حيث الإيداع فإن النظام حدد ضرورة تزويد المكتبة بالمعلومات عن المخطوطات ونسخة منها وهذا ما تقوم به الدارة . * نعود مع معاليكم إلى المعرض، كم عدد الأفراد والمؤسسات المشاركة مع الدارة ؟ وما هي الأهداف الرئيسة له ؟ - يصل عدد المشاركين إلى أكثر من 60 مؤسسة وفرداً بما فيهم دارة الملك عبدالعزيز من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، وتبلغ عدد المخطوطات التي ستعرض 3000 مخطوطة أصلية ، أما أهداف المعرض فتندرج تحت فكرته الرئيسة حيث تسعى الدارة إلى إبراز التراث المخطوط في المملكة العربية السعودية وبالتالي إضاءة جوانب مهمة من الحركة العلمية فيها ، وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية المخطوطات ودروها في دعم النشاط العلمي وكيفية المحافظة عليها والعناية بها والتحفيز على نشر المؤسسات الحكومية المعنية بحفظ المخطوطات إلى نشر فهارس لها حتى يتسنى للباحث والمؤرخ اختصار الجهد والوقت وحصر المخطوطات في المملكة ، كما سنقدم خدمات التعقيم والترميم والتجليد أثناء المعرض للمخطوطات المهترئة والممزقة وكل ما على أصحابها زيارة المعرض والاستفادة من تلك الخدمات الفنية مجاناً. * هل ستكون المخطوطات متاحة للاطلاع والقراءة وحتى الإعارة وقت المعرض ؟ - بالنسبة للمخطوطات الخاصة بالدارة أو مخطوطات المكتبات المهداة للدارة أوالموقوفة لها فهي متاحة طوال أيام العام، أما المخطوطات الأخرى المشاركة في المعرض فهي للعرض والاطلاع وليست للإعارة إذ لا يمكن الجمع بين المعرض والإعارة، ولكن المهم معرفتها ولاشك ان أصحابها سيتعاونون. * نود أن نفرق بين المخطوطات والوثائق ، ثم ماهي أوجه التعاون المتاحة بين أصحاب المخطوطات والوثائق من جهة ودارة الملك عبدالعزيز من جهة أخرى ؟ - المخطوطة هي ما خط باليد لمعلومات في فروع العلوم المختلفة ولها الصفة الفكرية، أما الوثيقة فهي أي مستند يتعلق بمراسلات أو صكوك ملكية أو معاملات إدارية أو شخصية أما الخدمات التي تقدمها الدارة في هذا المجال فهي كثيرة منها أن دارة الملك عبدالعزيز فتحت بابها وخبراتها للتأكد من صحة المخطوطات والوثائق، والدارة حذرت وتحذر دائماً من الوثائق والمخطوطات التاريخية المزورة ليس لمجرد الخسارة والربح ولكن لكونها مصدر تشويش على البحوث والدراسات العلمية ومضيعة لجهد ووقت الباحث ، كما أن الدارة فتحت فرصة الاشتراك معها في حفظ الوثائق والمخطوطات للأفراد الذين قد تكون أجهدتهم المحافظة عليها ، فيحق لأصحاب الوثائق والمخطوطات إيداعها في خزانة دارة الملك عبدالعزيز وسوف تسمى بأسمائهم ولهم الحق في الاطلاع عليها في أي وقت والتصوير منها وهذا ما يسمى بنظام الإيداع الدائم للأصول الخطية ، أو حفظ نسخة منها لدى الدارة لتفادي خطر فقدها بسبب عارض طبيعي غير محتمل أو إهمالها من الأجيال القادمة وهو الإيداع المؤقت ، أو في شرائها من أصحابها بعد تقويمها من قبل اللجنة المختصة حسب القواعد المتبعة في هذا المجال ، كما أن دارة الملك عبدالعزيز تضم مركزاً متكاملاً لتعقيم وترميم وتجليد المصادر التاريخية وتصويرها التصوير الورقي والميكروفيلم والإلكتروني وذلك بأحدث الأجهزة التقنية والمواد الكيميائية والأدوات المتخصصة وبأيد سعودية وكوادر وطنية مدربة،ويقدم تلك الخدمات لملاك الوثائق والمخطوطات سواء من الأفراد أو الجهات الحكومية والأهلية. * كيف ترون تجاوب ملاك المخطوطات مع هذا التوجهات المرنة للمشاركة في حفظ ذلك المصدر التاريخي الأصيل ؟ -التجاوب بصفة عامة أكثر من جيد ، وهناك تصاعد في الاعتراف بجهود الدارة في هذا المضمار بعد النتائج الجيدة التي راجت بين ملاك المخطوطات وأصحابها ، وهنا تقوم الدارة بالاتصال بالأسر من أصحاب المكتبات في المملكة العربية السعودية وتبين لهم الخدمات التي تقدمها للمخطوط من كل الجوانب الفنية وتقنية الحفظ كما تدعوهم لزيارة الدارة للتعرف على تلك الجهود على أرض الواقع،وهنا قد توافق الأسر في الإيداع وهو الأغلب وهذه فرصة جيدة للدارة ولهم ، وقد تمتنع وهذا حق لها ، فضلاً عن أصحاب مخطوطات يبادرون بالاتصال بالدارة لإيداع ما لديهم أو بعضه في الدارة ، ولدى الدارة حتى الآن أكثر من ثلاثين مكتبة لشخصيات سياسية ومفكرين ووزراء ومؤرخين وعلماء وغيرهم ، كما أن الدارة تضم أكثر من ثلاثة آلاف مخطوطة محلية أصلية ، وذلك رقم بالمقاييس المعروفة كبير ويشف عن نجاح في هذا الإطار. * قلتم بأن من أهداف المعرض هو تحفيز المؤسسات العلمية على نشر فهارس لمخطوطاتها، ماذا تقصدون بذلك ؟وهل هناك مشكلة تقف خلف ذلك وبسبب ذلك ؟ - الباحثون والباحثات والمهتمون والمتخصصون في بحوث حقول التاريخ يرجون ذلك ودارة الملك عبدالعزيز بحكم أنها صوت لهم تردد ذلك في كثير من الأنشطة التي نظمتها وتنظمها، وفي اجتماعاتها مع المؤسسات الأخرى بحيث يكون هناك فهارس مشاعة لمخطوطات ووثائق المؤسسات المعنية بهذه المصادر وكذلك مخطوطات ووثائق الأجهزة الحكومية حتى يتسنى لنا كباحثين ومستفيدين حصر هذه الثروة العلمية وبالتالي اختصار الوقت والجهد على الباحث للوصول للوثيقة والمخطوطة المستهدفة ، وتيسير وتسهيل الوصول إلى مكانها والاستفادة منها ، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر أّذكر هنا بأن هناك مشروعاً على مستوى المملكة عن الفهرس الوطني الموحد للوثائق التاريخية تقوم عليه الدارة الآن ، كما أن لدى مكتبة الملك فهد الوطنية مشروعاً كبيراً يحقق الكثير من الآمال في مسألة فهرسة المخطوطات في المملكة. * كيف يمكن المواءمة بين ضرورة هذا المعرض وأهميته من جهة وانتشار المخطوطات عبر الإنترنت من خلال مئات المواقع الإلكترونية العربية والأجنبية التي تعرض عشرات الآلاف من المخطوطات والوثائق من جهة أخرى ؟ - لاشك أن بعض المواقع الإلكترونية المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر بالمخطوطات تقدم خدمة جليلة بالتعريف ببعض المخطوطات ، ومن تلك المواقع مواقع لمؤسسات علمية عربية وأجنبية رائدة وموثوقة ، وقد يكون دورها في الإشارة إلى المخطوطة ويبقى الدور كبير ومجهد على الباحث للوصول إليها والتحقق منها ولمسها ، إن حاسة اللمس للمخطوطة شيء يدرك فضله وأهميته الباحثون والباحثات الجادون ونصف قيمة المخطوطة يكمن في التعايش معها ، ثم لابد من إرجاع المخطوطة إذا ما استفيد منها إلى مرجع أو مركز علمي معروف ويتميز بالثقة هذا طبعاً في حالة المخطوطات الجديدة ، أيضاً وهذه نقطة مهمة في الفصل بين المعرض والموقع الإلكتروني هي أن عدد المخطوطات لا نهائي وبالتالي لا تناقض بين الاثنين فالمعرض يحقق المعاينة والمعايشة للمخطوطة والموقع الإلكتروني يحقق الإشارة إلى أن هناك مخطوطة ما. ولكن لابد من الحذر من التعامل مع ما ينشر في الإنترنت إذا لم يكن من جهة مسؤولة. * يحظى - كما أجبتم في سؤال سابق - المبادرون بتسليم الدارة وثائق ومخطوطات بلقاء وتقدير الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الدارة ، هل تتوقعون أن يبادر البعض بتسليم مخطوطات أو وثائق أو أوراقاً خاصة خلال فترة المعرض؟ - نأمل ذلك، كما نأمل أن يشحذ المعرض الاهتمام بالمخطوطات والعناية بها وتثقيف الفئات الاجتماعية المختلفة حولها ، وفتح شراكة مع أصحابها في حمل تكلفتها المعنوية والمادية ، فالكثير يقابل عنتاً وجهداً في المحافظة عليها خاصة أنه من الملحوظ أنه كلما تقدمت الأجيال قلّ الاهتمام بالمخطوطات والوثائق ضمن انخفاض مستوى ونسبة القراء في المجتمع ، كما أن تجارب حزينة مرّ بها كثيرون فقدوا خلالها بسبب حريق أو سيول أو غيرها من الأسباب الخارجة عن إرادة البشر وثائق أسرية وأوراق تملّك ومخطوطات كانت تعني لهم بقيمتها التاريخية الشيء الكثير ، ولا زلت أذكر في هذا الإطار قصة ذلك الرجل الذي جاء للدارة قلقاً ومضطرباً يسأل عن نسخ من وثائق تملك خاصة لعقارات ومزارع له ولأسرته كان قد أودع نسخا منها في مركز المعلومات والوثائق التاريخية بالدارة ، وحين سألته عن سر قلقه قال : بأن الوثائق الأصلية قد احترقت بسبب حريق جاء على كل ما في بيته واحترقت صكوك الملكية ضمن ما احترق، وهنا تأتي ضرورة التعاون مع الدارة في حفظ تلك الوثائق والمخطوطات فبدل أن تكون في مكان واحد تكون في مكانين اثنين وستحفظ بأحدث أساليب الحفظ الآمن من حيث درجة الحرارة والتغليف والصيانة الدورية. * هل يقدم لكم المودع مقابلاً مادياً لحفظكم وثائقه ومخطوطاته مثل ما يحصل في شركات التأمين العالمية على الوثائق والمخطوطات تقريباً؟ -بل دارة الملك عبدالعزيز هي التي تتحمل الكثير من التكاليف المادية بشأن ذلك لتهيئة مكان لها وتأمين وسائل حفظ وذلك حسب تلك الوثائق والمخطوطات. * كانت دارة الملك عبدالعزيز قد حذرت العام الماضي وتحذر دوماً المتعاملين في الوثائق والمخطوطات من أن هناك وثائق ومخطوطات مزورة تتداول بين تجار وعملاء هذا السوق الثقافي ، وأن الدارة على استعداد لتقديم المشورة قبل البيع أو الشراء لأي مواطن وفحص الوثائق والمخطوطات والتحقق من أصليتها من عدمها ، كيف ترون تفاعل هؤلاء المستهدفين مع دعواتكم التحذيرية ؟ - بصورة عامة هناك تصاعد في أعداد المتعاونين مع دارة الملك عبدالعزيز في الكشف والتحقق من الوثائق والمخطوطات المعروضة للبيع ودرجة هذا التصاعد ارتفعت بعد تكثيف عمل الدارة في تقديم استشاراتها لفحص الوثائق والمخطوطات للمواطنين والجهات كافة، وكثير من المالكين لبعض المخطوطات يظل سنين طويلة معتقداً أن لديه مخطوطات أصلية ووثائق حقيقية وبعد عرضها على دارة الملك عبدالعزيز لسبب أو لآخر يكتشف أنها مدلّسة ومغشوشة ومزورة أو جزء منها مزور بالرغم من أن بعضها يحمل أختاماً رسمية لجهات حكومية معنية ، ونكتشف أنه دفع في سبيل اقتنائها عشرات الآلاف من الريالات ، وهنا أرغب التأكيد على ضرورة وجود نظام عقوبات أكثر صرامة من نظام المطبوعات لمعاقبة المزورين والمدلسين في المخطوطات والوثائق ذلك أن الأمر يخص أمن المعلومات التاريخية الوطنية . وبصفة عامة فإن الدارة مستمرة في تقديم هذه الخدمة طوال العام وليست مربوطة بأيام المعرض بل وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز أصبح ذلك جزءاً رئيساً من عملها اليومي، وهدفاً مهماً حتى نعالج ذلك التشويش بفعل هذه المدونات المزورة على حركة البحث العلمي وإهدارها لجهود الباحثين والمعنيين وأوقاتهم الثمينة، وأهم من ذلك خروج كتب تحوي معلومات مغلوطة وهذا فيه ضرر وحرج للمؤلف ولحركة النشر في مجال العلوم التاريخية ، * لا نستطيع التوفيق بين اسم المعرض الذي يوحي بمحليّته ومشاركة دور نشر من خارج المملكة العربية السعودية ، كيف نفهم ذلك ؟ - ليس هناك مشاركات من خارج المملكة ولا دور نشر وإنما تقتصر على المخطوطات السعودية المهداة والموقوفة للدارة . * هل لمعاليكم كلمة أخيرة ؟ - أرفع شكري وأعضاء مجلس إدارة الدارة ومنسوبي الدارة إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز على رعاية الدائمة واهتمامه المتواصل بأنشطة الدارة ومنها افتتاحه حفظه الله معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط الذي هو الداعم الحقيقي لنجاح المعرض وتحقيقه لأهدافه المرجوة ، كما أدعو الجميع لزيارة المعرض الذي سيكون متاحاً خلال أيام الأسبوع ما عدا يوم السبت وفي الأوقات المحددة لزيارة قاعة الملك عبدالعزيز التذكارية، والتعرف على خدمات الدارة وبرامجها وأنشطتها ومشروعاتها العلمية خاصة أن مدته ستتيح لكثيرين من خارج مدينة الرياض فرصة لزيارته ، كما أشكر لجريدة الرياض الواسعة الانتشار هذا الحوار لإلقاء الضوء على هذا المنشط الثقافي والعلمي الأكبر من نوعه على مستوى المملكة العربية السعودية.