حققت القوات العراقية مكاسب في الجانب الغربي من الموصل، بعد ساعات من استئناف عملياتها وتوسيع المحاور، بناء على خطة جديدة، للسيطرة على آخر ما بقي من معاقل «داعش» في المدينة. وحذر الجيش وسائل الإعلام من «تهويل» حصيلة عدد قتلى جنوده ومن «إحباط المعنويات» لمصلحة التنظيم. وكانت العمليات توقفت نحو أسبوع باستثناء القصف الجوي، وتلقت القوات تعزيزات كبيرة وأعادت «تقويم الخطط»، بعد تعثرها في السيطرة على نحو 35 في المئة من مساحة الجانب الأيمن. وجاء في بيان ل «خلية الإعلام الحربي» أن «قطعات الجيش بدأت في السادسة صباح اليوم (أمس) اقتحام شمال الساحل الأيمن لمدينة الموصل في مناطق مشيرفة والكنيسة والهرمات». وتأتي هذه العملية في محاولة لتشتيت دفاعات «داعش» في أطراف المدينة القديمة، حيث قوات الشرطة الاتحادية و «مكافحة الإرهاب». وقال قائد الشرطة الفريق رائد جودت أن «قطعات الرد السريع والفرقة الآلية تتقدم من المحور الشمالي الغربي في منطقة أحليلة باتجاه الهرمات، ونجحت في تحرير قرية حسونة ومعمل غاز نينوى، وواصلت تقدمها في اتجاه ضفة نهر دجلة لمحاصرة منطقة الجسر الخامس شمال المدينة القديمة»، وأكد «قتل 8 دواعش، بينهم القيادي أبو حذيفة الحديدي، مسؤول محور الزنجيلي ورأس الجادة». وأفاد مصدر في قوات «الرد السريع» بأن «الفرقة المدرعة التاسعة حررت مشروع المياه الذي يغذي نصف الساحل الغربي في منطقة حاوي الكنيسة، ومنطقتي مشيرفة الأولى والثانية وقرية دجلة غرب وادي عكاب»، وأشار إلى أن التنظيم «نفذ عدداً من الهجمات الانتحارية بالعربات المفخخة، ومنع المدنيين من الفرار نحو المناطق الآمنة»، وأضاف أن «قطعات أخرى اقتحمت مقبرة وادي عكاب التي تربط أحياء الهرمات وحي التنك، والمحاذية للمدينة الصناعية التي تعرف بالاسم ذاته». وتقدمت الفرقة 15، مدعومة بالشرطة الاتحادية في اتجاه منطقة حاوي الكنيسة والهرمات وسيطرت على شارع 60، لعرقلة إمدادات «داعش» من الجهة الشمالية باتجاه المدينة القديمة، حيث جامع النوري الكبير الذي أعلن من على منبره زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي «دولة الخلافة». ويتوقع خبراء وقادة عسكريون أن تواجه القوات معارك أكثر صعوبة مع تقدمها في عمق المثلث الذي تشكله أحياء مشيرفة وحاوي الكنيسة و17 تموز، الذي أصبح معقلاً للتنظيم وقادته، منذ الحرب الطائفية التي اجتاحت البلاد بين 2006 و2008. من جهة أخرى، نفت القوات المشتركة في بيان حصيلة نشرتها إحدى الفضائيات لأعداد الضحايا في صفوف الجيش خلال معركة الموصل، وحذرت «وسائل الإعلام من نشر الأكاذيب وتضليل الرأي العام والتأثير في المعنويات»، واتهمت الفضائية بأنها «صدى لإعلام داعش ونطالب الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يطلق الأخبار غير الدقيقة والداعمة للإرهاب، ونؤكد أن الحصيلة الحقيقية لتضحيات قواتنا سنعلنها عند انتهاء العمليات العسكرية كافة، وهي في مجملها لا تصل إلى جزء صغير جداً من الأرقام التي أعلنتها هذه القناة». وكانت القناة أكدت «قتل حوالى 8 آلاف عسكري في المعارك الجارية في جبهة الموصل وتنحصر بقوات الجيش والنخبة ولا تشمل القتلى في صفوف الحشد الشعبي».