تقدم الجيش العراقي لإحكام قبضته على آخر معاقل «داعش» في الجانب الأيسر من الموصل، فيما أعلنت الشرطة الاتحادية البدء ب «التعبئة وإعادة تأهيل» قواتها، تمهيداً للمعركة الأصعب في الجانب الغربي من المدينة. وخاضت الفرقة 16 والفرقة المدرعة التاسعة أمس، معارك عنيفة في أحياء الملايين والزيتون والجزء الغربي من منطقة الرشيدية، بعد استعادتها الحي العربي ومنطقة القوسيات، وتتجه صوب الرشيدية ومنشأة جابر بن حيان ومعمل الأخشاب ومنطقتي القبة وشريخان، قبل إعلان الجانب الأيمن محرراً رسمياً. وأفاد بيان لخلية «الإعلام الحربي» بأن «أربعة أحياء فقط ما زالت غير محررة، وهي الملايين وبيسان والرشيدية والألبان، وبتحريرها خلال الأيام القليلة المقبلة سيكون كامل الساحل الأيسر تحت سيطرة القوات الأمنية ومن ثم الانتقال إلى الجانب الأيمن». إلى ذلك، أعلنت قوات «التحالف الدولي» في بيان «استهداف زوارق ومراكب تقل عناصر داعش عبر نهر دجلة، من شرق الموصل إلى غربها». ونقلت مصادر محلية عن شهود قولهم إن «هناك جيوباً وخلايا نائمة للتنظيم ما زالت في الحي العربي، على رغم إعلان تحريره، وشن بعضها هجمات على الجيش انطلاقاً من شبكات الأنفاق، ما دفع بعض القطعات إلى التراجع»، وسط دعوات السكان «لاستقدام قوات مكافحة الإرهاب من المحور الشرقي لتطهير الحي». وقال مصدر عسكري إن «التنظيم استدعى مجموعة من الانتحاريين من مناطق تلعفر والموالي في غرب الموصل، لإرسالهم إلى أحياء الرفاعي وحاوي الكنيسة في الجهة الشمالية». من جهة أخرى، أفاد قائد عمليات «الفرقة الذهبية» في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن سامي العارضي، بأن «أحياء المحور الشمالي ستحرر خلال اليومين المقبلين، وبعد إعلان تحرير الجانب الأيسر سيتم تحديد محاور وأهداف الخطوة المقبلة، وسندخل في مرحلة إعادة تنظيم وتأهيل القوات قبل المرحلة الأخيرة من الهجوم الذي قد لا يتطلب أكثر من أسبوعين». وأكدت وسائل إعلام محلية أن «داعش باشر تدمير وحرق الأرشيف والوثائق في الدوائر الحكومية في الجانب الأيمن، في خطوة تسبق المعركة». تأتي هذه التطورات في وقت تواجه الحكومة عقبات في تسليم الأمن في المناطق المحررة إلى قوات محلية، ويحتدم الجدل حول قدرة هذه القوات وتعدد انتماءاتها، وسط مخاوف من وجود خلايا نائمة للتنظيم في صفوفها، وحصول أعمال انتقامية ضد المتعاونين معه، بالتزامن مع تزايد حالات سرقة المنازل ونهبها. ودعت بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في بيان أمس السلطات إلى «التحقيق في صحة مقطع فيديو تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي يصور قوات الأمن وهي تقتل ما لا يقل عن ثلاثة من عناصر داعش في منطقة تمت استعادتها شرق الموصل».