يشهد الشطر الغربي من الموصل حالة من الترقب والاستعدادات قبل بدء هجوم موسع، بالتزامن مع فتح محور جديد، لضرب دفاعات «داعش» في المدينة القديمة، فيما أعلن القائد العام للقوات المسلحة «خططاً جديدة» للسيطرة على ما تبقى من الأحياء. واضطرت القوات العراقية إلى وقف «تعبوي موقت»، لصعوبة خرق دفاعات التنظيم، خصوصاً في المدينة القديمة ذات الأزقة الضيقة والأبنية المتداخلة المكتظة. وقال ضابط من جهاز مكافحة الإرهاب ل «الحياة» إن «القوات في انتظار الأوامر للبدء بهجوم موسع من محاور عدة وفق خطة جديدة بعد توقف تعبوي لنحو أسبوع، فما زال التنظيم يتشبث بنحو 16 حياً، وهو مطوق من كل الجهات، ويتوقع أن يبدي مقاومة شديدة، خصوصاً في حي 17 تموز الذي يعد معقلاً لقياداته، وكذلك في حيي الرفاعي والإصلاح الزراعي». وأضاف: «حالياً نقوم بعمليات قصف لمواقع العدو، وستتولى قطعات مهمة السيطرة على حي الزنجيلي ومن بعده حي الشفاء لإكمال الطوق على المدينة القديمة التي تخوض فيها الشرطة الاتحادية معارك للسيطرة على جامع النوري الكبير والمنارة الحدباء وعند السيطرة عليها تكون المعركة قد دخلت مرحلة الحسم لما تحمله المنطقة من أهمية رمزية واستراتيجية»، ولفت الى ان «المحور الشمالي الغربي سيتولاه الجيش للتقدم من قرية حليلة صوب منطقة المشيرفة والهرمات». وأفادت بعض المصادر بأن «قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع تحاول إكمال السيطرة على مناطق الملوية القديمة وقضيب البان والخاتونة، بعد أن تراجعت أخيراً تجنباً لمفاجآت أو التفاف من العدو حول الخطوط الخلفية، في موازاة إرسال تعزيزات من هذه القوات للانتشار شمالاً لإسناد الفرقة التاسعة وتفعيل المحور من الجهة الشمالية». وأكد الفريق رائد جودت، قائد الشرطة الاتحادية في بيان «اتخاذ استعدادات لاختراق دفاعات داعش من المحور الشمالي للمنطقة القديمة، وتمركزت قوات الرد السريع مسنودة بالفرقة الآلية المدرعة في محور مشيرفة شمال غربي الموصل، وهي تستعد للاندفاع والتقدم باتجاه المدينة القديمة واختراق دفاعات التنظيم الإرهابي من المحور، مع مواصلة المشاغلة والتوغل المحدود من المحاور الجنوبية والغربية». وعلى المحور الغربي، أكدت قوات «الحشد الشعبي» إحباط «محاولة تسلل لداعش من قرية عين الحصان في قضاء تلعفر وكانت الإصابات دقيقة في العدو ما أدى إلى حرق عجلة تابعة للتنظيم الإجرامي». ويتعرض هذا المحور لمحاولات متكررة لإحداث ثغرة في الطوق الذي يشكله الحشد حول تلعفر على بعد 60 كيلومتراً من الموصل. وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة «خططاً جديدة لتحرير ما تبقى من المدن الواقعة تحت سيطرة داعش في محافظة نينوى». وتابع أن «العدو يحاول الترويج لرسالة أكبر من حجمه، وأتحداه أن يمسك مدناً لبضع دقائق، وتعرضاته جميعها تكون إما في الصحراء أو ضد المدن الآمنة».