أكدت القوات العراقية توغلها في عمق أحياء الشطر الغربي للموصل عقب سيطرتها على جسر ثالث، فيما أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي أن المعركة لطرد التنظيم «اقتربت من النهاية». وتعتمد القوات ثلاثة محاور في هجومها لتضييق الخناق على عناصر «داعش» ومحاصرتها. وتخوض الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع معارك ضارية في محاذاة الضفة الغربية لنهر دجلة، عند منطقة باب الطوب قرب المدينة القديمة التي يقع فيها جامع النوري الكبير الذي أعلن من على منبره زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي الموصل عاصمة ل «الخلافة»، وكذلك منارة الحدباء الأثرية، بينما تتقدم الفرقة المدرعة التاسعة وفصائل من «الحشد الشعبي» في المحور الشمالي الغربي للسيطرة على ناحية بادوش، تقابلها فرقة المشاة 16 من الجهة الشمالية الشرقية في محاولة لتأمين الضفة الشرقية للنهر، في موازاة تقدم مماثل لقوات مكافحة الإرهاب. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس، إن «قطعات الفرقتين الثالثة والرد السريع تفرض سيطرتها على الجسر القديم وتندفع في اتجاه أهدافها في رأس الخور، وتم أيضاً تحرير دائرة الجوازات في الباب الجديد وسط المدينة»، وأضاف أن «قطعات الفرقتين الخامسة والسادسة تواصل تقدمها أيضاً في منطقة الباب الجديد في اتجاه أهدافها المرسومة في باب البيض». وأكد «دخول عناصر الشرطة المتحف الحضاري الذي دمره الدواعش، بعد استعادة محطة قطار الموصل ومنطقة كراج بغداد ودورة الملا عثمان الموصلي». وكشف مصدر عسكري أن «القوات أصبحت على أقل من كيلومتر واحد من جامع النوري، خصوصاً بعد السيطرة على الجسر المؤدي إلى المدينة القديمة». ويعد الجسر القديم الثالث من خمسة جسور تربط بين جانبي المدينة، تستعيده القوات العراقية في أعقاب معارك عنيفة دامت نحو 24 ساعة، وسط تصاعد المخاوف من تزايد أعداد الضحايا وسط المدنيين المحاصرين في مناطق المواجهة، جراء عمليات القصف المتبادل، واستخدامهم من التنظيم دروعاً بشرية لإعاقة تقدم الجيش، فيما تحدثت قيادات عسكرية عن «انهيارات في صفوف» داعش». وذكر القائد في جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي أن قواته «تواصل عملياتها لتأمين أحياء الأغوات والموصل الجديدة ودور النفط، في موازاة سيطرتها على جامع فتحي العلي ومقبرة موصل الجديدة ومنطقة الصناعة القديمة، كما توغلت في حي الرسالة وصولاً إلى جامع الونسة». وقال صباح نعمان، الناطق باسم مكافحة الإرهاب، «تمت السيطرة على نحو 60 في المئة من الجانب الأيمن». وأفاد مصدر أمني بأن «قوات النخبة تحاول فتح ثغرة في منطقة حاوي الكنسية قرب ضفة النهر من الجهة الشمالية الشرقية، تحت غطاء جوي». وفي تطور آخر، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية أمس، «تدمير وكر لقادة داعش في منزل في منطقة الموصل الجديدة، بغارة جوية، ما أدى إلى قتل ما يسمى مسؤول التنظيم العسكري للتنظيم الإرهابي محمد فتحي حسن الجبوري ومساعده المدعو أحمد عبدالله نواف الملقب بدشو الجبوري والمدعو أبو أنس الجبوري مسؤول العمليات الانتحارية». وأعلنت الشرطة الاتحادية «قتل المسؤول العسكري في التنظيم ويدعى محمود محمد المكنى عبد الرحمن الأنصاري، خلال عملية تحرير باب الطوب في المدينة القديمة»، بعد ساعات من تأكيد مقتل أبو بكر العراقي، أحد قادة التنظيم في ناحية بادوش». وعن تقييم مسار الحملة العسكرية شدد رئيس الوزراء حيدر العبادي على أنها «بلغت مراحلها الأخيرة». وحذر خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، مسلحي التنظيم من «أنهم سيقتلون إن لم يستسلموا، فقد أصبحوا محاصرين أكثر من أي وقت، وهم يعيشون أيامهم الأخيرة»، وتعهد ب «معاملة أسراهم بإنصاف، والمحافظة على عائلاتهم من المدنيين، وكذلك توفير محاكمة عادلة للمتطرفين».