اشتدت المعارك بين القوات النظامية وميلشيات موالية من جهة وفصائل معارضة للسيطرة على تلة استراتيجية جنوب حلب عشية بدء مفاوضات السلام في جنيف اليوم، في وقت قصفت المدفعية التركية لليوم الثاني ريف حلب الشمالي لضرب مواقع «داعش» الذي سيطر أمس على معظم مخيم اليرموك جنوبدمشق. وتبادلت الأطراف الدولية والإقليمية المنخرطة في سورية الاتهامات إزاء المسؤولية عن خرق الهدنة، وسط تأكيد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بعد محادثاته في إيران أمس، على ضرورة استعجال بحث «الانتقال السياسي» في سورية. (للمزيد) وأعلنت «حركة النجباء» الشيعية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري على جبهة ريف حلب الجنوبي إن عناصرها «شنوا هجوماً واسعاً من محاور عدة» وتمكّنوا من «استعادة وتحرير مدينة العيس وتلتها الإستراتيجية» جنوب حلب. لكن هذا الإعلان بدا متسرعاً، إذ إن التقدم الذي حققته الحركة في بداية الهجوم سرعان ما تمكنت فصائل المعارضة من قلبه وطرد المهاجمين من معظم المواقع التي سيطروا عليها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن اشتباكات عنيفة دارت «بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، في محيط بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، في محاولة من قوات النظام للسيطرة على المنطقة، حيث تمكنت الفصائل من استعادة نقاط كانت القوات النظامية تقدمت إليها، وسط تنفيذ طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق الاشتباك». ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قوله إن الجيش التركي قصف الثلثاء أهدافاً ل «داعش» في شمال سورية رداً على قصف عبر الحدود أصاب بلدة كلس في جنوب شرقي تركيا. وقال: «أمس واليوم سقطت صواريخ تابعة لتنظيم داعش الإرهابي على كلس وأصابت 21 مواطناً». وأضاف: «تصدت قواتنا المسلحة على الفور وفقاً لقواعد الاشتباك وأصابت أهدافاً تابعة لداعش». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل عسكريين روسيين في تحطم مروحيتهما قرب مدينة حمص وسط سورية، مشيرة إلى أن المروحية لم تتعرض لإطلاق نار. وقال المسؤول الفلسطيني أنور عبد الهادي: «شن داعش هجوماً على عدد من مواقع حليفه السابق في اليرموك (جنوبدمشق) تنظيم جبهة «النصرة» وحقق تقدماً كبيراً بعد أن سيطر على نحو 60 في المئة منه». وأجرى دي ميستورا أمس محادثات مع نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان حيث «سمع منه قلقاً حيال مشاركة بعض الفصائل المتهمة بالإرهاب في المفاوضات وانتهاك وقف إطلاق النار من قبل هذه الفصائل»، لكنه أعرب عن «ارتياحه لوصول المحادثات السورية إلي هذه المرحلة المتقدمة»، وفق مصادر إيرانية. ونقلت مصادر عن دي ميستورا قوله إن المحادثات تناولت ثلاثة أمور: «أولاً، الحفاظ على وقف العمليات القتالية. ثانياً، إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحاصرة. ثالثاً، بدء عملية سياسية تؤدي إلى انتقال سياسي، وهذا أمر جوهري وعاجل». ووجهت السفيرة الأميركية في الاممالمتحدة سامنتا باور رسالة شديدة اللهجة الى «الدول التي لديها نفوذ على النظام السوري» بأن عليها أن «تمارس نفوذها للتأكد من التقيد بالالتزامات وبوقف الأعمال القتالية» خصوصاً في حلب، تحت طائلة تقويض نجاح العملية السياسية. وقدم دي مستورا إحاطته الى مجلس الأمن أمس عبر دائرة الفيديو من طهران.