آآآآه ماأجمل تلك الدموع الصادقة وهي تتساقط من عيني صاحبي وهو يتحدث عن حبه لوالده وكيف كان حبه له قبل موته وكان يخبر عنه قليلا ثم يمسح بطرف شماغه عينيه قليلا ويتمتم ولا يستطيع التحدث وأنا احاول ان لا اقاطعه لكي يعيش هذا الحب وهذا الوفاء لوالده وهو يستعيد شريط الذكريات وينظر لي ويقول آآآه يابوعلي لوكان باقي على قيد الحياة لكنت غسلت أرجله كل ليله وقبلت رأسه ويديه كل ليله وبس يامر وانا والله ابيع اللي وراي واللي قدامي من اجل احقق له رغبته !! قاطعته قائلا له: الهذا الحد كنت تحبه ؟ فنظر لي واغرورقت عيناه بالدموع وتلعثم وبكى ثم قال : خلها على الله يابوعلي والله يوم توفاه الله كنت اذهب إلى عملي وانا ابكي واعود إلى بيتي وأنا ابكي ماذا تسوى الحياة من بعده لقد كان الشمس التي تضيئ لي دربي والنفس الذي اتنفس به في حياتي لقد كان والدي سراج البيت وعموده ،، هنا قطعت حديثه لأني لم أعد اتحمل تلك الكلمات وﻷني تذكرت تقصيري مع والدي رغم أنه لازال على قيد الحياة فقلت له : كفى يا أبا أحمد لقد تأخرت عن عملك وهيجت الدمع من عيني وكأن بينها وبين دموعك موعد لقاء في هذا المكان ولاتنسى أننا في مطعم والناس بدأو ينظرون إلينا بغرابه بل إن مقدم الطعام لما رأنا ونحن نمسح الدموع بادر قائلا لايكون بخار الطبخ وصل إليكم من داخل المطعم وهو يقول هذا الكلام لأن موقع الطبخ بالداخل مفتوح على صالة الأكل ، إنها فعلا رسالة لكل من كان والده قريب منه ((بره وضمه قبل أن تفارقه وتعض اصابع الندم وترسل دموع الحسرة على أنك فوت تلك الايام دون أن تكسبها ، ولو مات فإنه لن يعود إليك ، وهناك من لو خيروه بين أن يدفع ثروته ويعود إليه والده لفعل دون تردد)) إن الحياة لاتساوي جلسة عند قدم والدك أو والدتك بل إن العمر كله لا يوزن مع فرح وسرور تدخله على احدهما او كلاهما،، اخي اختي هل جربتم يوما أن تقبلوا اقدامهم ثم تقول لهم ادعوا لي فإنني في حاجة هذه الدعوة أم أن الدنيا شغلتكم بل أظنه الكبر اعوذ بالله منه ، اعملوا قبل فوات اﻵوان فإن رضا ربكم من رضاهم وباب الله مفتوح لدعائهم وإجابته لهم سريعة وغضبه لهم أسرع وقد أوصى بهم وسطر تلك الوصية في كتابه العظيم فقال تعالى(( ووصينا اﻹنسان بوالديه )) وقال (( وبالوالدين احسانا )) فهل ياترى حققنا هذه الوصية بهما ؟!! إسأل نفسك هذا السؤال وكن صادقا في الإجابة ،،،،