اختارت القاصة هناء حجازي مسارا جديدا في مسيرتها الكتابية بعد سنوات من إصدارها مجموعتها القصصية الأولى ( بنت) وأصدرت كتابا عن دار جداول للنشر والترجمة في بيروت بعنوان "مختلف.. طفل الأسبرجر: مختلف، لكن ليس أقل" يروي تفاصيل سيرة طفل مصاب بمتلازمة الأسبرجر. ومن أجوائه ما قالته حجازي "جلستُ في الصفوف الأخيرة. استمعت للمحاضرة، وبلا شعور، كنت كأني أكتشف عالماً جديداً لم أره ولم أسمع عنه من قبل، لكنه، هذا العالم، يضم ولدي، ولدي يعيش فيه سنوات وأنا غافلة عنه! بدأت دموعي تهطل بصمت، كنت أمسحها بصمت وتعود لتهطل مرّة أخرى. كل معلومة كانت تقولها كانت تفتح لي بابا لفهم ولدي، الأصوات التي تزعجهم، ذكرتني به وهو يطلب مني إغلاق مسجل السيارة، الروائح التي لا يتحملونها، ذكرتني به وهو يقفل باب المطبخ حتى لا يشم رائحة الطبخ، الأطعمة التي يصرون عليها ولا يغيرونها ذكرتني بالبرجر والنجتس ومساومتي له والغثيان الذي يصيبه حين أرغمه على أكل طعامنا. كل حكاية، كل عبارة، أدخلتني إلى عالمه ودنياه". بكيت، بكيت في تلك المحاضرة، طوال المحاضرة كنت أبكي، كان الآباء يستمعون ويسألون ويناقشون، وأنا كنت وحيدة، جديدة، حمدت الله أن أحداً لم يلتفت لي، لم أكن أريد أحداً يربت على كتفي. استمعت وبكيت ومسحت دموعي.. أتذكر أنني في تلك الليلة اكتشفت ولدي مرة أخرى، وبكيت لا أعرف تماماً لماذا؟ لأني عرفته الآن، أو لأنني لم أعرفه من قبل!