منذ انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر ظهر الإسلاميون بشدة على المسرح السياسي ما أثار القلق والخوف من تدخلهم في الحياة الفنية وظهرت بكثرة علاقة الإسلاميين بالإبداع والفن عموماً. وقد أطلق مجموعة من الفنانين المصريين مبادرة تحمل اسم "جبهة الإبداع المصري" لضمان حرية الفن والتعبير في مصر ومواجهة أي نوع من المصادرة على الأعمال الفنية, وتباينت ردود الأفعال حول صعود الإسلاميين ما بين متخوف وقلق من فرض رقابة صارمة وما بين مطمئن بهذا الصعود للدرجة التي رأى فيها البعض أن الإسلاميين سيدعمون السينما النظيفة. تهديد كبير أعربت الفنانة المصرية نبيلة عبيد عن خشيتها على الفن المصري في ظل سيطرة التيار الإسلامي, والتي رأت فيه أنه سيعيد الفن المصري إلى عصر الجاهلية, من جانبه شن المنتج المصري محمد العدل هجوماً لاذعاً ضد التيار الإسلامي, وأعلن رفضه مشروع قانون يطالب بإغلاق القنوات التي تعرض مشاهد إباحية ، أما الفنانة سحر رامي فأكدت أن هناك حالة خوف شديدة تنتابها من صعود التيار الإسلامي في مصر لكونه يمثّل تهديداً للفن والفنانين على حد تعبيرها, وذكرت أن شركات الإنتاج السينمائية التابعة لجماعة الإخوان تدعم فقط الفنانين المنتمين إليهم، وتسمح فقط بظهور الفنانات المحجبات, مشيرة إلى أن التشاؤم يسيطر على معظم الوسط الفني. شعب مبدع وعلى الجانب الآخر فهناك من لا يتخوف من التيار الإسلامي ولا من صعوده للحكم, الفنان المصري الكوميدي محمد هنيدي ذكر أنه ليس خائفاً من هيمنة التيار الإسلامي على الحياة السياسية في مصر أو تقييد حرية الإبداع أو تحريم أنواع معينة من الفن، وذكر أن الشعب المصري مبدع ولا يستطيع أحد الاستغناء عن الفن في حياته اليومية، كما أشار الدكتور مدحت الكاشف مدير عام التراخيص الفنية وحماية حقوق الملكية الفكرية بوزارة الثقافة إلى أنه لا خوف على الفن من التيار الإسلامي. بينما رأى الفنان نور الشريف أن الإخوان المسلمين لهم تصورهم الخاص في الفن أو السياسة أو الاقتصاد وغير ذلك من أمور الحياة, مبدياً عدم تخوفه من صعود الإسلاميين للحكم. في حين رأت الفنانة نيلي كريم أن من يخشى صعود الإسلاميين للحكم هم من يقومون بأداء أدوار مبتذلة ومثيرة في السينما المصرية, وأشارت إلى ضرورة منح الإسلاميين فرصة لأنهم جاءوا عن طريق انتخابات حرة نزيهة، من جانبه رأى الفنان محمد صبحي أن وصول الإسلاميين للحكم لا يشكّل خطراً على الفن, وذكر صبحي أن الإخوان لديهم الكثير من العقول المبدعة كما يمتلك السلفيون شخصيات وطنية يمكن أن تحقّق الكثير للوطن, وطالب بعدم الالتفات إلى أصحاب الحمية من التيار الإسلامي لأنهم قلة ولأن الفن تجاوز حالياً مسألة الحلال والحرام، ودعا إلى تطوير الفن والإبداع بعد تخلفهما لسنوات في العهد السابق.