رغم كل القلق الذي سيطر على الشارع الفني والثقافي في مصر بعد حصول التيارات الإسلامية على أغلبية مقاعد البرلمان، إلا أن كثيرا من الفنانين أكدوا أن هذا القلق لا مبرر له. وقالت الفنانة دلال عبد العزيز إن الإخوان المسلمين ليسوا تيارا متشددا، مشيرة إلى أنهم أكدوا أكثر من مرة على احترامهم للفنون، وطلبت الانتظار حتى نمر بالتجربة ثم نقيمها بدلا من الحكم المسبق الذي قد يكون خاطئا. وقالت إلهام شاهين إن الإخوان المسلمين فصيل سياسي ومن حقه المشاركة في الحياة السياسية، مشيرة إلى أنها تصدق حديث "الإخوان" حول عدم مساسهم بالفن، ورغبتهم في تقديم أعمال فنية هادفة، وأضافت "ستثبت التجربة، مع مرور الأيام، ما إذا كان هذا الكلام للاستهلاك الإعلامي، أم سينفّذ على أرض الواقع". ويقول هاني سلامة إنه لا يشعر بالخوف من أي تيار، خصوصاً أن الفن في مصر ليس وليد اللحظة وإنما جذوره موجودة في المجتمع ولا يمكن أن ينجح أي تيار في القضاء عليه بسهولة. وقال مدحت صالح إن تخويف الناس من الإخوان المسلمين لا مبرر له، لأنهم جزء من الشعب المصري، مشيرا إلى أنه نشأ بين مجموعة كبيرة منهم، ويعلم أنهم مستنيرون ويقدرون الفن الهادف الذي يسعى إلى الارتقاء بالمجتمع، وأنه يشاركهم هذا الرأي. ويتفق حمادة هلال مع صالح في أن الإخوان المسلمين تيار معتدل، ولن يسعى إلى تقييد الفنون، بل سيعملون على تنظيم الأمور لتقديم فن بعيد عن الابتذال والإسفاف، وهو ما يتفق عليه الجميع برأي هلال الذي أكد أنه سيكون سعيدا بالتعاون معهم لو قرروا إنتاج أفلام سينمائية، لثقته في أنهم يقدمون فنا هادفا. أما نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور الذي عقد لقاء منذ فترة قريبة مع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، فأكد أنه خرج من اللقاء مطمئنا تماما، حيث أكدوا له أنهم لن يعملوا على تكبيل المبدعين، وأضاف أن وجهة نظره اتفقت تماما مع آرائهم في ضرورة تقديم فن هادف وراقٍ.