كان ملفتا لكل الانظار في المحافل الدولية لما يتمتع به من قدرة سياسية فقد قال عنه ميخائيل جوربتشوف، آخر رؤساء الاتحاد السوفيتي: «لو كان لديّ رجل كسعود الفيصل، ما تفكك الاتحاد السوفيتي»، وقال عنه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري: «عاصر 12 وزيرًا أمريكيًا، وكان محل إعجابهم جميعًا»، ووصفه عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، بأنه «من أفضل الرجال في الحياة الدبلوماسية». الأمير سعود الفيصل، الذي رحل مساء أمس الخميس، هو وزير الخارجية الأطول خدمة في العالم، تمتد رحلته في الدبلوماسية السعودية منذ ما يُعرف باسم «الحرب الباردة» بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتي، قبل أن تنتهي مع تشكيل تحالف عربي للتخلص من الحوثيين، وإعادة الشرعية في اليمن، ظل يخدم المملكة في عهود الملوك «خالد، فهد، وعبدالله»، وخلال عمله كان يريد «الاستراحة»، ولم يحصل عليها إلا مع تولي الملك سلمان بن عبد العزيز، الحكم، إذ استجاب له وأعفاه من منصبه وزيرًا للخارجية. «سعود»، المولود عام 1940، هو النجل الثاني للملك فيصل بن عبد العزيز. كان «سعود» هو المُحدد الأول للسياسة الخارجية السعودية، ولعب دورًا مهماً في مواجهة الأزمات التي شهدتها المنطقة العربية منذ السبعينات، وأثبت براعته في مواجهتها. ل«الفيصل»، الذي يُجيد الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، عدة مواقف إيجابية شهد لها العرب، منها رفضه الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، إذ قال: «لو كان تغيير النظام سيأتي بتدمير العراق، فإنهم يحلون مشكلة ويخلقون 5 مشكلات أخرى»، وقبل ذلك، خاض معركة دبلوماسية مع نظرائه في الغرب عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، لإقناعهم بأن «الإرهاب ليس له علاقة بالإسلام». تقول وكالة «رويترز»، إن سعود الفيصل كان من أقرب حلفاء الملك الراحل عبد الله، فعندما كان الأخير وليًا للعهد بدأ فى مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية العقد الماضى، عمل معه «سعود»، وبناء على خبرته فى وزارة البترول وفرّ لشركات الطاقة الأجنبية دخولا لحقول الغاز السعودي، وفى عام 2002، دفع بأكبر مبادرة للملك عبد الله فى السياسة الخارجية، وهي المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل مقابل الانسحاب من كافة الأراضى المحتلة وحل مشكلة اللاجئين. كما برز دوره إبان خروج المصريين ضد الرئيس الإخواني محمد مرسي في 30 يونيو 2013، إذ نقلت وكالة الأنباء الرسمية السعودية امتعاضه من الدول الغربية، التي هددت بقطع مساعداتها عن مصر جراء الأحداث، التي شهدتها القاهرة، وقال إن «الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر». استجاب الملك سلمان لرغبته الملحّة بإعفائه من منصبه وزيرا للخارجية، بسبب ظروفه الصحية، في مايو الماضي، لكنه عينه في الوقت نفسه وزيرًا للدولة، وعضوًا في مجلس الوزراء، ومستشارًا خاصًا ومبعوثا له، والمُشرف على الشؤون الخارجية للبلاد. الفيصل بعيون عربية امين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي قال : أعبر اليوم عن حزني العميق لفقدان الدبلوماسية العربية والدولية فارسًا نبيلًا وشجاعًا، الذي طالما دافع عن قضايا أمته بكل شجاعة وبسالة، وقاد دبلوماسية المملكة بكل كفاءة واقتدار على مدى أربعة عقود. الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى قال : "هو مدرسة الدبلوماسية العاقلة والآراء الرصينة القوية، كان قوياً حين يحتاج الموقف إلى قوة، وإنساناً حين يحتاج الموقف إلى إنسان، ودبلوماسياً حين يحتاج الموقف إلى دبلوماسي، وخبيراً حين يحتاج الأمر إلى رأي خبير". السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية قال : "الدبلوماسية العربية فقدت دبلوماسيا قديرا ومخضرما بوفاة الأمير سعود الفيصل". الأمير سعود الفيصل كان دبلوماسيا يتعامل بموضوعية ورزانة وصراحة في كافة القضايا الدبلوماسية". سامح شكري وزير الخارجية المصري قال : الشعب المصري لن ينسى للفقيد الكبير مواقفه المشهودة الداعمة والمساندة لمصر ولقضايا أمته العربية على مدار العقود الأربعة الأخيرة ومنذ توليه لمنصبه كوزير للخارجية، مضيفاً أن الشعب المصري العظيم لا يمكن أيضاً أن ينسى للمغفور لَهُ مواقفه الداعمة لإرادته في 30 يونيو وتحركاته الخارجية الداعمة لمصر، مستذكراً مقولته الشهيرة بأن مصر لا يمكن أن ينالها سوء وتبقى المملكة والأمة العربية صامتة. سعود الفيصل في سطور *الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود ويعرف أيضاً بسعود الفيصل (2 يناير 1940 – 9 يوليو 2015م) *ولد الأمير سعود في منطقة الطائف عام 1940 م. *وهو الابن الثاني للملك فيصل بن عبد العزيز و عفت الثنيان. * وهو الأخ الشقيق لكل من محمد الفيصل، تركي الفيصل، لولوة الفيصل، سارة الفيصل و هيفاء الفيصل. *حصل على شهادة البكالوريوس بالاقتصاد من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي بالولاياتالمتحدة عام 1964. *عمل الأمير سعود بعد ذلك لدى شركة "بترومين" النفطية الحكومية ثم لدى وزارة النفط التي شغل فيها منصب وكيل وزارة اعتبارا من حزيران/يونيو 1971. *التحق بوزارة البترول والثروة المعدنية حيث عمل مستشاراً اقتصادياً لها وعضواً في لجنة التنسيق العليا بالوزارة، وانتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن – بترومين وأصبح مسؤولاً عن مكتب العلاقات البترولية الذي يشرف على تنسيق العلاقة بين الوزارة وبترومين. *عين نائباً لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط في عام 1970. *في عام 1971 عين وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية *في عام 1975 صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيراً للخارجية بعد شغور المنصب بوفاة والده الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود الذي كان وزيراً للخارجية وهو ملكاً على البلاد. * الأمير سعود متزوج وله ثلاثة أبناء وثلاث بنات. *شغل منصب وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية من 1975 إلى 2015 شغل عدة مهام أخرى منها: *عضو المجلس الأعلى للبترول. *عضو مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها وكان *عضواً منتدباً في مجلس إدارتها منذ تأسيسها وحتى عام 1427 ه. *عضو مجلس الأمناء بمؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس مجلس إدارة مدارس الملك فيصل. *بحكم عمله كوزير للخارجية شارك بعضوية الكثير من اللجان العربية والإسلامية مثل اللجنة العربية الخاصة، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها. *يتقن 7 لغات بالإضافة إلى العربية منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والأسبانية والعبرية.