نعى الديوان الملكي أمس وزير الدولة والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية الأمير سعود الفيصل، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى أثناء وجوده في الولاياتالمتحدة الأميركية. وجاء نص البيان على النحو الآتي: «انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم (الخميس) 22-9-1436ه في الولاياتالمتحدة الأميركية الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية، وسيصلى عليه - إن شاء الله - في المسجد الحرام بمكةالمكرمة بعد صلاة العشاء يوم السبت الموافق 24-9-1436ه. ولقد عرف الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع الفقيد على مدى خمسة عقود قضاها في خدمة دينه ووطنه وأمته بكل تفان وإخلاص، مضحياً في سبيل ذلك بصحته فكان - رحمه الله - رمزاً للأمانة والعمل الدؤوب لتحقيق تطلعات قيادته ووطنه وأمته. (للمزيد). تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وجزاه خير الجزاء عما قدمه لدينه ووطنه، إنا لله وإنا إليه راجعون». وبهذا البيان، تطوى صفحة من حياة صاحب أطول منصب وزير خارجية في العالم أمس (الخميس)، إذ أعلن عن وفاة وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - بعد أن قضى 40 عاماً في قيادة العمل الدبلوماسي السعودي منذ أن تولى منصبه في تشرين الأول (أكتوبر) 1975، حتى قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز استقالته، بسبب ظروفه الصحية، في 28 نيسان (أبريل) الماضي. بدأ الفيصل، المولود في 1940، رحلته العملية بعد مقتل والده الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي ظل يحتفظ بحقيبة وزارة الخارجية، بعد أن بويع ملكاً في 1962، إذ عينه الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - في منصب وزير الخارجية. وعاصر الفيصل، طوال تلك الفترة أحداثاً مهمة، أهمها الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 واندلاع انتفاضتين فلسطينيتين عامي 1987 و2000، وحرب العراق وإيران والغزو العراقي للكويت وما تلاه، واندلاع الثورات العربية في تونس ومصر وسورية واليمن والعراق وغيرها من الدول العربية منذ 2011 حتى اليوم. وفيما غلف الحزن كلمات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أسامة نقلي، خلال إعلانه أمس خبر وفاة الفيصل، وقوله في تغريدة له في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «كنت أتمنى أن أنفي إشاعة خبر وفاتك هذه المرة أيضاً، ولكن العين تدمع والقلب يحزن، وإنا لفراقك لمحزونون»، قال في كلمات مقتضبة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، «أحسن الله عزاءنا جميعاً في فقيد الوطن الأمير سعود الفيصل». وأعرب عدد من السياسيين والدبلوماسيين العرب والأجانب عن صدمتهم لنبأ وفاة الأمير سعود الفيصل، أمس مؤكدين أن العالم خسر واحداً من أهم العقلاء والحكماء على الساحة الدولية. وأوضح وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في بيان له أمس أن «الأمير سعود الفيصل لم يكن وزير خارجية فحسب، بل كان من بين الأكثر حكمة في العالم أيضاً». إلى ذلك، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن «الأمير سعود الفيصل، قاد الدبلوماسية السعودية والعربية على مدى 40 عاماً، شهد له الجميع خلالها بحرصه الشديد على المصالح السعودية من جهة، ومصالح المنطقة والدول العربية من جهة أخرى، فضلاً عن دوره المهم في دعم وتوثيق العلاقات المصرية - السعودية طيلة تلك العقود». كما شدد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية وزير الخارجية المصري السابق عمرو موسى على أن الدبلوماسية العربية «خسرت كثيراً بوفاة وزير الخارجية السابق الأمير سعود الفيصل»، ووصف الفيصل في بيان لمكتبه الإعلامي بأنه «صاحب مدرسة الدبلوماسية العاقلة والآراء الرصينة القوية، وكان قوياً حين يحتاج الموقف إلى قوة، وإنساناً حين يحتاج الموقف إلى إنسانية، ودبلوماسياً حين يحتاج الموقف إلى ديبلوماسية، وخبيراً إذا احتاج الأمر إلى رأي خبير». وثمّن موسى الدور الذي قام به الأمير سعود الفيصل في خدمة القضايا العربية، مؤكداً أنه «أضاف الكثير إلى الدبلوماسية العربية والسعودية، فوجوده كان على الدوام يمثل صوت العقل والرصانة، إضافة إلى صفاته الشخصية والإنسانية الأخرى». وقال: «إن سعود الفيصل من أفضل الرجال الذين قابلتهم فى حياتي المهنية على مدى الوقت الطويل الذي قضيته في العمل الدبلوماسي العربي والمصري». سعود الفيصل في سطور مواليد مدينة الطائف 1940 حاصل على بكالوريوس من جامعة برنستون الأميركية - قسم اقتصاد - 1964. أتقن إضافة إلى العربية: الإنكليزية، والفرنسية، والإيطالية، والألمانية، والإسبانية، والعبرية. عمل نائباً لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط في 1970. وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية 1971. صدر أمر ملكي بتعيينه وزيراً للخارجية في 1975. أعفي من منصبه بناء على طلبه في نيسان (أبريل) 2015. أعلن عن وفاته في التاسع من تموز (يوليو) 2015. رحيل «أيقونة الدولة السعودية» ولسانها الطليق!. الفيصل.. يوم الرحيل يتزامن مع «يوم المقاطعة» الشهير. سعود الفيصل والسر مع «الرقم 3»!.