عندما يتم الحديث عن الدبلوماسية السعودية، سرعان ما يتبادر للذهن على الفور، اسم الأمير سعود الفيصل، بوجهه الهادئ، وتعبيراته الحادة المرتبطة بابتسامة دائمة، حتى في أصعب اللحظات.. ولهذا لم يكن غريباً أن يعتبره كثيرون «فيلسوف» العمل الدبلوماسي السعودي، خاصة في القرون الأربعة الأخيرة. الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود (المولود عام 1940)، هو ابن الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز آل سعود ووالدته الأميرة عفت الثنيان آل سعود. حصل على شهادة البكالوريوس بالاقتصاد من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة عام 1963. ثم التحق بوزارة البترول والثروة المعدنية حيث عمل مستشاراً اقتصادياً لها وعضواً في لجنة التنسيق العليا بالوزارة، وانتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن (بترومين) وأصبح مسؤولاً عن مكتب العلاقات البترولية الذي يشرف على تنسيق العلاقة بين الوزارة وبترومين. ثم عين نائباً لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط في عام 1970. وفي عام 1971 عين وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية. خلال 40 عاماً فرض بعقلانية الرؤىوالاستراتيجيات لتكسب مزيداً من الثقة والاحترام عام 1975 كان المحطة الأبرز في حياة الأمير سعود الفيصل، إذ صدر مرسوم من الملك خالد بن عبد العزيز، بتعيينه وزيراً للخارجية بعد شغور المنصب بوفاة والده الملك فيصل بن عبد العزيز الذي كان وزيراً للخارجية إلى جانب تقلده عرش البلاد. شغل سعود الفيصل، عدة مهام أخرى منها، عضويته بالمجلس الأعلى للبترول. وبمجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها وكان عضواً منتدباً في مجلس إدارتها منذ تأسيسها وحتى عام 1427 ه. إضافة إلى أنه عضو مجلس الأمناء بمؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس مجلس إدارة مدارس الملك فيصل. بحكم عمله كوزير للخارجية شارك بعضوية الكثير من اللجان العربية والإسلامية مثل اللجنة العربية الخاصة بلبنان، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها. يتميز الأمير سعود الفيصل، بالثقافة الواسعة والغزيرة، والإطلاع غير المحدود، ومكنه إتقانه ل 7 لغات أجنبية، منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية، من بناء شبكة صداقات عالية جداً حول العالم، جعلت من حضوره المميز على الساحة الدبلوماسية العالمية، إشارة مهمة، نجح من خلالها في توطيد علاقات المملكة بتوازن وحنكة مع جميع العواصم. وكذلك استطاع الفيصل، وخلال قرابة 40 عاماً من العمل الدبلوماسي، كسب مواقع جديدة للدبلوماسية السعودية المعتدلة والرزينة بكل هدوء.. وفرض بعقلانية جميع الرؤى والاستراتيجيات السياسية السعودية أمام العالم، لتكسب مزيداً من الثقة والاحترام.