المطرب ابن الجزيرة الخضراء، محمد الأمين، مغنٍّ مبدع تفوق على الكثيرين في فن الغناء السوداني. فهو المطرب الذي جمع بين موهبتي التلحين والأداء، فقد قام بتحلين جميع أغانيه. كما ساهم في تلحين بعض الأغاني لعدد من المغنين الناجحين في المجتمع السوداني، منهم الفنان الكبير الصاعد أبو عركي البخيت منذ نشأته الأولى. وقد ظل المطرب محمد الأمين منذ نشأته على مر السنين في ظل قمة الشهرة والعطاء على مدى أكثر من أربعين عاماً متواصلاً، تقبل الجماهير على مشاهدة واستماع اغانيه الوصفية والعاطفية في المسارح والحفلات العامة والخاصة في السودان والدول العربية وبعض الدول الأوروبية. كانت أغنياته الأولى لكبار المطربين وهما محمد وردي وعبد الكريم الكابلي، ثم انتقل إلى تلحين أغانيه الخاصة من خلال فرقة (أضواء الجزيرة) التي جمعت المطربين في مدينة ود مدني، وأذكر منهم الأصدقاء الراحل محمد مسكين وثنائي الجزيرة وأبو عركي البخيت وعلي ابراهيم وعبد الرحمن فواجه، مقلد المطرب عثمان حسين، وبلابل الجزيرة وفنان الحقيبة الإسيد. شارك المطرب محمد الأمين في الأغنيات الوطنية، وكانت أولى اغانيه الوطنية (أكتوبر واحد وعشرين) التي غطت الساحة الفنية في العاصمة كأول اغنية بمناسبة انتفاضة 21/ 10 /1964م فكانت الحبل التي تسلق عليه حتى وصل إلى المجد والازدهار الذي هو فيه الآن.تميزت أغاني المطرب محمد الأمين بالكلمة الناصعة الرقيقة من شعراء كان في مقدمتهم بدوي بانقا، وفضل الله محمد، من مدينة ود مدني فنسجها بألحان عذبة طافت حولها الإيقاعات الساحرة، حيث وجدت اغانيه طريق الشهرة والمجد، وتحول الى نجم مرموق يشار اليه بالبنان، وفتحت له أغانيه صالات الحفلات الغنائية والبرامج التلفزيونية والإذاعية وأصبح من أكثر نجوم الغناء شعبية في السودان. وعززت اغانيه مكانته بين اقرانه المطربين والشباب الذين ظهروا في تلك الفترة بل وبين كبار الملحنين والشعراء في تلك الفترة ومن كانوا اكبر منه سناً وأكثر خبرة وزادت شهرته الفنية وأخذت مكاناً كبيراً في الساحة الفنية كمطرب وملحن على نطاق سوداني عالٍ. الأمر الذي كان قد ساعده على امتداد نجاحه في اجهزة الإعلام المرئية والمسموعة التي تغنى فيها كمطرب سوداني اصيل في ميدان الموسيقى والغناء، وأصبح مغنيا ومؤلفا وملحنا غزير الإنتاج الفني واللحني، وأثبت فيه وجوده وقدرته على التطور ومجاراة العصر الذي هو فيه محافظاً على مكانته الرفيعة العالية على ألوان طبقاته الصوتية حتى وقتنا هذا، والتي ظهرت مع موهبته الفنية في الأغنية السودانية والتي ارتبطت بشخصيته الشهيرة وخلقت منها شخصيته الفنية العالية.